التسبيحات معنىً شركيّا؟!
بل هل يمكن أن يعدّ من وُفِّقَ لأداء هذه التسبيحات ـ والّتي قد تطول بأذكارها لساعات ـ مشركاً؟!
ألم يكن في هذه الآداب تسبيح وتمجيد وتحميد وطاعةً لله عزّ وجلّ؟
نعم ، إنّ فيها مفاهيم ومعاني أصيلة موجودة في القرآن کالنبوة والإمامة وهما تهدمان بناء مدرسة الحكّام أمويين كان أم عباسيين ، وتجعل حكوماتهم في مهبّ الريح العاصف ، لذلك تراهم يحاربون الزيارة وخصوصاً زيارة أبو الأئمة الإمام الحسين عليهالسلام ، محاولين القضاء عليها بقطع الأيد والأرجل وما شابه ذلك ، وبث الشبهات عليها والدعايات ضدها.
إنّ الزيارة تضع النقاط على الحروف ، وتبيّن من هم الأئمّة المنصوبون من قِبل الله عزّ وجلّ ، وفي المقابل تضرب ادعاءات كلَّ المدَّعين والمتسلطين على رقاب النّاس ، فهي مدرسة في الولاء والبراءة ، والزيارة هو النص المقدس لتلك المدرسة.
کيف لا کون کذلك والأئمة هم عِدْلُ الكتاب ، وهم كالكعبة المنصوبة المشرفة ، يأتيها النّاس ولا تأتي هي أحدا ، فمن زارهم فقد وَفى بما عاهد الله عليه ، وجدّد في زيارته بيعته لهم.
كما أنّ الحجر الأسود يد الله في الأرض فمن زاره وصافحه فكأنّما صافح يد الله وبايع الله عزّ وجلّ (١).
فالبيت الحرام سمّى بيتا ونسب إلى الله بالحجر والطين ، مع أنّ الله لا يحل ولا يسكن فيه.
________________
١ ـ كنز العمال ١٤ : ١٠٦ عن ابن عباس.