ولقّب عيسى بــ «روح الله» (١) ، وموسى بــ «كليم الله» (٢) ، وابراهيم بــ «خليل الله» (٣) ، وآدم بــ «صفي الله» (٤) فمع صحّة هذه الألقاب لهم فلماذا لايقال لرسول الله : «جنب الله» و «أمين الله» ، ولأمير المؤمنين عليّ بن أبى طالب «عين الله» و «أذن الله» ، وللحسين بن علي «ثار الله» و ...؟ والله قد تکفل أمر زائر الحسين من خروجه من البيت حتّ رجوعه إليها :
فعن الحسن بن راشد ، عن أبي إبراهيم عليهالسلام ، قال : من خرج من بيته يريد زيارة قبر أبي عبد الله الحسين عليهالسلام وكّل الله به ملكاً فوضع إصبعه في قفاه ، فلم يزل يكتب ما يخرج من فيه حتّى يرد الحائر ، فإذا دخل [خرج ـ خ ل] من باب الحائر وضع كفّه وسط ظهره ثمّ قال له : أمّا ما مضى فقد غفر لك ، فاستأنف العمل (٥).
أنا لا أهدف في محاولتي هذه البحث عن الزيارة كلاميّاً ، وهل هي مشروعة أم لا؟ بقدر ما أرجو من بحثي هذا بيان النكات المعرفيّة في فلسفتها ، والأُصول القرآنيّة الّتي استندت عليها هذه الشعيرة المهمة.
فإنّي قد بحثت هذه الأُمور کقواعد عامة واسس عقلية أو عقلائية مقبولة
________________
١ ـ لقوله تعالى في سورة البقرة : ٨٧ و ٢٥٣ (وَآتَينا عيسى بِن مَريَم البيناتِ وأَيّدناهُ بِروح القدس). وفي سورة المائدة : ١١٠ (اُذكرْ نِعمَتي عَلَيكَ وَعَلَى والِدَتِكَ إِذْ اَيّدْتُكَ بِروحِ القُدُسِ). وسورة النساء : ١٧١ (إِنّما المسيحُ عيسى بِن مَريَم رَسول الله وَكَلِمَته ألقاها إِلى مَريَم وَروحٌ مِنهُ).
٢ ـ لقوله تعالى في سورة النساء : ١٦٤ (وَكَلّمَ اللهُ موسى تَكليماً). وقوله تعالى : (وَلَمّا جاءَ موسى لِميقاتنا وَكَلّمه رَبُهُ) ...
٣ ـ لقوله تعالى في سورة النساء : ١٢٥ (واتّخَذَ اللهُ اِبراهيمَ خَليلاً).
٤ ـ لقوله تعالى في سورة آل عمران : ٣٣ (إنّ الله اصطَفَى آدَمَ وَ ...).
٥ ـ كامل الزيارات : ٢٨٩ / ٤٦٨ ، بحار الأنوار ٩٨ : ٦٧ / ٥٦ ، مستدرك الوسائل ١٠ : ٢٤٨ / ١١٩٤٥ ، جامع أحاديث الشيعة ١٢ : ٣٦٠ / ٤٥٥٢.