للجميع في نقاطٍ مترابطةٍ ارتباطاً وثيقاً ، لا يمکن الخدش فيه لا عقلاً ولا شرعاً ، لأن الواحدة منها تأخذ بعضادة الأخرى حتّ توصله إل تبنيها والاعتقاد بها.
إذن عرفان الزيارة متوقفة عل توضيح مفاهيم معرفية كثيرة موجودة فيها لابدّ من كشفها وفتحها ، كالإمامة ، والشفاعة والتوسل ، وجواز طلب الحوائج بواسطتهم من الله إل غيرها من الاُمور العقدية الت تتضمنها الزيارات ، فإن معرفة هذه الاُمور والوقوف على أدلّتها من القرآن والسنة دخيلة في الحصول على الزيارة العارفة.
مع التأكيد على أن الزيارة جاء امتثالاً لأمر الله (١) ، وأمر رسوله صلىاللهعليهوآله ، وأنه من الوفاء للعهد الذي أخذوه عل أنفسهم كما في رواية الإمام الرضا (٢).
وقد أوليت أهمية لبحثي هذا لكثرة المناسبات والزيارات الموجودة في العتبات المقدسة ولاسيما العراق ، وخصوصاً زوار قبر الإمام الحسين عليهالسلام ، ولزوم الاستفادة من تلك المناسبات لتثقيف عامة المؤمنين ونشر الوعي الديني بينهم.
ولدور الآخرين من أعداء الدين في بث السموم والسعي لمحاربة هذه الشعيرة ، وذلك لمعرفتهم أهداف الأئمة من الدعوة إليها ، وأن تلك الزيارات تدعوا الناس إل التلاحم ، والتخلّق بالأخلاق الحسنة ، وطلب رض الله تعال.
فإني أوليت الكتابة في هذا الموضوع اهتماماً أكبر وقدمته على بحوثي الأُخرى رغم كثرة مشاغلي ، وذلك لوجود شبهات کثيرة حولها ، ولعدم
________________
١ ـ كآية المودّة.
٢ ـ المزار للمفيد : ٢٠١.