وجود رسالةٍ معرفيّة ولو صغيرة ـ على حدّ علمي ـ توضّح للزائر کيف يمکنه أن يکون عارفاً بحق أئمته.
نعم ، توجد بحوث ولائيّة موسّعة ومتفرّقة للأعلام في شرح الزيارة الجامعة الكبيرة ، وزيارة أمين الله ، وزيارة وارث ، والزيارة المطلقة للإمام الحسين عليهالسلام ، وغيرها من الزيارات ، لكنّها لم تُبْحَث كما أردت بحثها هنا على شكل نقاط سريعة وفي إطار قواعد عقلية وشرعية يقبلها الجميع.
فإنّ ما قدّمته في هذه الوجيزة هو تأمّلات ولائية في آية المودّة وارتباط ذلك مع آية التطهير وآية المباهلة وآية البلاغ ، فإن ربط هذه الآيات الأربعة فيما بينها يفيدنا للتعريف بمكانة الرسول الأعظم صلىاللهعليهوآله والأئمّة عليهمالسلام ولزوم زيارتهم أحياءاً كانوا أم أمواتاً ، وهو بيان لتسلسلٍ منطقيّ وعقل ملحوظٍ بين هذه الآيات ، فکل واحدة منها توضّح الأخر منها ، وقد وقفت عليها في ليالي شهر رمضان عام ١٤٣٣ هـ ، ليالي الذكر والدعاء والصلاة وشرعت بالكتابة فيها في تلك الليالي والأيام ، أردتها أن تكون رسالة هادفة في التعريف بالزيارة العارفة.
وإليك الآن بعض الاُسس الفكريّة الّتي بنيت عليها البحث أذكرها كمقدمة وعل شکل نقاط ، وهي وإن كانت قد توحي في النظرة الأولى عدم ارتباطها بموضوع الزيارة والأئمة ، لكن بالتدرج في القراءة يقف على ارتباط الأمر وأنّه مدخل جميل إلى الموضوع ، والنقاط هي :
١ ـ ما من عملٍ إلاّ وله أجر.
٢ ـ الأجر على قدر المشقّة.
٣ ـ عمل الرسل من أصعب الأعمال ؛ نظراً لعلمهم الكامل ، وعيشهم بين جهّال ، وتكليفهم من قبل الله مباشرةً بالأمر الثقيل وهو إبلاغ الرسالة.
٤ ـ أجر نبينا محمّد صلىاللهعليهوآله هو أعظم من غيره ؛ وذلك لخاتميّة رسالته ،