تُعرض عليه أعمالنا كلَّ يومٍ وهو معن قوله تعال : (وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ) (١).
لأننا نعتقد بأن لا فرق لرسول الله في موته وحياته ، فجاء عنه قوله : «ما من أحد يسلّم عليّ إلاّ ردّ الله عليّ روحي حتّى أردّ عليهالسلام» (٢).
وقد اُمرنا بالسلام عليه في تشهّد كلّ صلاةٍ ، وذلك يعن بأنه يسمع سلامنا ويرد جوابنا لكنا لا نسمع جوابه لما اقترفناه من ذنوب.
إنّ زيارة المعصومين لها آثار وبركات ، وخصوصا زيارة قتيل الطف الإمام الحسين عليهالسلام ، وقد رو الشّيخ محمّد بن المشهدي بإسناده إلى الأعمش ـ کرامة لسيد الشهداء الحسين بن علي ـ ، قال : كنت نازلاً بالكوفة ، وكان لي جار كثيراً ما كنت أقعد إليه ، وكان ليلة الجمعة ، فقلت له : ما تقول في زيارة الحسين عليهالسلام؟
فقال لي : بدعة ، وكلّ بدعة ضلالة ، وكلّ ضلالة في النّار.
فقمت من بين يديه وأنا ممتلئ غيضا ، وقلت : إذا كان السحر أتيته فحدّثته من فضائل أمير المؤمنين عليهالسلام ما يسخن الله به عينيه ، قال : فأتيته وقرعت عليه الباب ، فإذا أنا بصوت من وراء الباب : إنّه قد قصد الزّيارة في أول اللّيل.
فخرجت مسرعاً فأتيت الحَيْر (٣) ، فإذا أنا بالشّيخ ساجد لا يملّ من السجود والرّكوع ، فقلت له : بالأمس تقول لي : بدعة وكلّ بدعة ضلالة وكلّ ضلالة في النار ، واليوم تزوره؟!
فقال لي : يا سليمان لا تلمني ، فإنّي ما كنت أُثْبِتُ لأهل هذا البيت إمامة
________________
١ ـ التوبة : ١٠٥.
٢ ـ سنن أبي داوود ٢ : ٢١٨ / ٢٠٤١ ، فتح الباري ٦ : ٤٨٨.
٣ ـ الحَيْر : هو الحائر الحسيني.