وجدتك أهلاً للعبادة فعبدتك (١).
وجاء في كثير من الأخبار بأنّ عبادة العالم ـ بل نوم العالم ـ أفضل من عبادة العابد (٢) وهو يشير إل مكانة المعرفة والعلم عند الله وهما أهم من العبادة الخالية عنها.
إذن معرفة الله لا تحصل إلاّ من خلال معرفة رسوله ، ومعرفة رسوله لاتتكامل إلاّ من خلال معرفة وصيّه ، ولأجل ذلك قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : «يا علي ، ما عرفني إلاّ الله وأنت ، وما عرفك إلاّ الله وأنا ، وما عرف الله إلاّ أنا وأنت» (٣).
لأنّ أهل البيت عليهمالسلام هم الأدلاّء على الله ، والمستقرّون في أمر الله ، والتّامّون في محبة الله ، والمخلصون في توحيد الله ، والمظهرون لأمر الله ونهيه ، وأنّ بيوتهم ومراقدهم هي من البيوت الّتي (أَذِنَ اللّه أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ) (٤).
أجل ، إذا كان رسول الله شهيداً على الأُمم الاُخرى ، فكيف لا يكون شهيداً على اُمّته أيضا ، قال تعالى : (فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هؤُلاَءِ شَهِيدا) (٥).
نعم ، إنّ رسول الله هو الشهيد والشاهد في کل العصور ، وهو الّذي
________________
١ ـ عوال اللئالي ١ : ٤٠٤ / ٦٣ ، شرح نهج البحراني للبحراني ٥ : ٣٦١.
٢ ـ من لا يحضره الفقيه ٤ : ٣٦٧ ، تفسير النسفى ٢ : ٦٥٨.
٣ ـ مشارق انوار اليقين : ١٧٢ وانظر مناقب ابن شهر آشوب ٣ : ٦٠ ، بحار الأنوار ٣٩ : ٨٤.
٤ ـ عن أنس بن مالك وبريدة قالا : قرأ رسول الله الآية السابقة فقام إليه رجل فقال : اى بيوت
هذه يا رسول الله ، قال : بيوت الانبياء ، فقام إليه ابوبكر فقال يا رسول الله هذه البيت منها ـ وأشار إلى بيت عليّ وفاطمه ـ قال صلىاللهعليهوآله : نعم من أفاضلها. الدرّ المنثور ٦ : ٢٠٣ ، تفسير الثعلبي ٧ : ١٠٧.
٥ ـ النساء : ٤١.