قال : قلت : يوم وبعض يوم آخر.
قال : فقال : أتزوره؟
قال : قلت : نعم.
قال : أفلا أُفَرِّحُكَ؟ ألا أبشّرك بثوابه؟
قلت : بلى جعلت فداك.
قال : إنّ الرّجل منكم ليتهيّأ لزيارته فيتباشر به أهل السّماء ، فإذا خرج من باب منزله راكبا أو ماشيا وكّل الله به أربعين ألفا من الملائكة يصلّون عليه حتّى يوافي قبر الحسين عليهالسلام (١).
بعد أن عرفنا شيئاً عن الأئمة ومکانة زوّارهم عند الله ، وأجبنا عن بعض الشبهات الموجودة عند الآخرين جئنا لنؤکّد بأنّنا لا نزور أئمّتنا إلاّ طاعةً لله عزّ وجلّ وامتثالاً لأمر رسوله صلىاللهعليهوآله ، وأنّ هذه الزيارات لم تكن إلاّ توحيداً لله ، وترسيخاً لمعرفته ، وإحياءاً لذكر اسمه في البيوت التي أذن أن ترفع ويذكر فيها اسمه.
لأنّا نعلم بأنّ هدف الخلقة هو عبادة الله تعالى ، وأنّ العبادة الكاملة لا تحصل إلاّ بعد المعرفة الكاملة ، والمعرفة الكاملة لا تكون إلا للرسول وآل بيته أو بواسطتهم ، ورسول الله والإمام علي صلوات الله تعالى عليهما وآلهما هما أکثر الناس عبادة وتهجداً ، لأنهم أکثرهم عرفانا بالله ، فقال سبحانه : (يا أَيُهَا المُزَمِّل * قُمِ اللَيلَ إِلاّ قَليلاً * نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَليلا) (٢) وجاء عن الإمام علي عليهالسلام قوله : ما عبدتك خوفاً من نارك ولا طمعاً في جنتك بل
________________
١ ـ فضل زيارة الحسين عليهالسلام : ٦٠ / ٤٠.
٢ ـ المزمل : ١ ـ ٣.