بقوله : أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ : (وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِنا) ، أين ذلك من الأرض؟
قال [أبو حنيفة] : الكعبة.
قال : أفتعلم أنّ الحجاج بن يوسف حين وضع المنجنيق على ابن الزبير في الكعبة فقتله ، كان آمنا؟! فسكت أبو حنيفة (١).
وقد أجاب الإمام الصادق عليهالسلام عن هذه الآية حينما سأله علي ابن عبد العزيز عن قوله تعال : (فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِنا) (٢) وقد دخله المرجئ والقدري والحروري والزنديق الّذي لايؤمن بالله؟
فقال عليهالسلام : لا ولا كرامة.
قال : فمن جُعِلتُ فداك؟
قال عليهالسلام : ومن دخله وهو عارف بحقّنا كما هو عارف له خرج من ذنوبه وكُفِيَ همَّ الدنيا والآخرة (٣).
وأجاب عليهالسلام عبد الخالق الصيقل حين سأله عن هذه الآية ، فقال : إنّ مَن أمَّ هذا البيت وهو يعلم أنّه البيت الّذي أمر الله به وعرفنا أهل البيت حقّ معرفتنا كان آمنا في الدنيا والآخرة (٤).
بلى قد بشّر الإمام الصادق عليهالسلام جابر بن عبد الله بفضل زيارة الحسين فقال له :
يا جابر ، كم بينكم وبين قبر الحسين عليهالسلام؟
________________
١ ـ علل الشرائع ١ : ٨٩ / ٥.
٢ ـ آل عمران : ٩٧.
٣ ـ تفسير العياشي ١ : ١٩٠ / ١٠٧.
٤ ـ الكافي ٤ : ٥٤٥ / ٢٥.