أي : أن الله أعطاه يقيناً بالأئمّة المعصومين عليهمالسلام حتّى تصير نفسه مطمئنّة لا يدخلها شكّ وريبة.
أو أذهَبَ الله غَمَّهُ ، ولذلك عُبِّر في الحديث الآنف «بغفران ما تأخّر من ذنبه» أي : أنّه إن أذنب ، استغفر وجدّد الزيارة ، فمُحيت ذنوبه.
أو : أنّ مداومة الزيارة لا تدعه يذنب الذنوب ـ الكبائر على الأقل ـ بمعنى أنّ حبّه للحسين عليهالسلام ولائمّته عليهمالسلام يمنعانه من ارتكاب الذنوب ، «لأنّ المحبّ لمن يحب مطيع» ، «فغفران ما تأخّر من ذنبه» بمعنى عدم وقوع الذنب منه أصلاً عن عمد وإصرار.
وعن عبد الله بن هلال ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : قلت : جعلت فداك ، ما أدنى ما لزائر الحسين عليهالسلام؟ فقال لي : «يا عبد الله ، إنّ أدنى ما يكون له أنّ الله يحفظه في نفسه وماله حتّى يردّه إلى أهله ، فإذا كان يوم القيامة كان الله أحفظ له» (١).
ومن المعلوم أنّ كثيرا من زوّار الحسين عليهالسلام تعرّضوا للقتل والنهب والسلب والسجن والتعذيب من قبل الحكّام الظالمين. فما هو الجواب؟
المراد من الحفظ في هذه الرواية هو أن يحفظ الله الزائر في ماله ونفسه وأهله من التلف ، أو ما يؤدّي إليه في غيابه ، فالله عزّ وجل هو خليفته في أهله وماله ، وهي مزيد عناية بالزائر ، اللهمّ إلاّ أن يكون مكتوباً عليه الموت أو السرقة.
وقد يستفاد منه أيضاً حفظه من الزلل والانحراف ، لتعلّقه بالذوات الطاهرة ، وذلك بالضبط مثل ما ورد في تفسير قوله تعالى في الحرم المكي : (وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِنا) (٢) ، فقد استشكل الإمام الصادق عليهالسلام على أبي حنيفة
________________
١ ـ ثواب الأعمال : ٩٠.
٢ ـ آل عمران : ٩٧.