رسول الله هي مقدمة للأخذ عنهم في الأحكام ومتابعتهم في كلّ شيء.
إذاً آية المودّة ليست كآية الخمس ، إذ أنّ آية المودّة خاصّة بالمعصومين من عترة الرسول ، وآية الخمس عامة لكلّ بني هاشم ، بمعنى أنّ آية المودة تشير إلى الإمامة الإلهية وأجر الرسالة وأنّها في المعصومين من آل الرسول ، ولاجله قال سبحانه : (فِي القُربى) ولم يقل للقربى ، أما آية الخمس فهي لعموم بني هاشم ولأجل قال سبحانه : (انّما غَنِمْتُم مِنْ شَيْءٍ فَإنّ للّه خُمسَهُ وَلِلرسولِ وِلِذِي القُربى).
فلو أراد سبحانه من آية المودّة المحبّة فقط لقال : «إلاّ المودّة للقربى» ، لكنّه عزّ وجلّ جعل القربى ظرفاً خاصّا للمودّة ، وجعل تلك المودّة ـ والتي تعني الإتباع ـ لمجموعةٍ معيّنةٍ ، عرّفهم في آية التطهير وآية المباهلة ، وأكّد عليهم النبيّ صلىاللهعليهوآله في حديث الثقلين وحديث الخلفاء الإثني عشر ؛ آخرهم المهديّ من آل محمّد.
وبذلك تكون نساءُ النبيّ خارجاتٍ عن دائرة أهل البيت والقربى ، بدليل آية التطهير الّتي تعني اُناسا معيّنين على وجه الخصوص ، وهم العترة من أهل بيته لا نساؤه (١) ، وهم المعنيّون هنا في آية القربى (٢) أيضا.
________________
١ ـ صحيح مسلم ٤ : ١٨٣٣ / ٢٤٢٤.
٢ ـ ففي صحيح مسلم ٤ : ١٨٧١ / ٢٤٠٣ عن سعد بن أبي وقّاص قال : لمّـا نزلت آية المباهلة دعا رسول الله عليّا وفاطمة وحسنا وحسينا فقال : اللّهم هؤلاء أهلي. وروي الترمذي في سننه ٥ : ٦٩٩ / ٣٨٧١ عن أُمّ سلمة أنّها قالت : أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآله جلّل على عليّ والحسن والحسين وفاطمة كساءً ، ثمّ قال : اللهمّ هؤلاء أهل بيتي وخاصّتي ، اللهمّ أذهب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيرا ، فقالت أُمّ سلمة : وأنا معهم يا رسول الله؟ قال صلىاللهعليهوآله : إنّك إلى خير. قال الترمذي : هذا حديث حسن كما نفى زيد بن أرقم أن تكون نساء النبيّ من أهل بيته. اُنظر صحيح مسلم ٤ : ١٨٧٣ / ٢٤٠٨ ، ومسند احمد ٤ : ٣٦٦ / ١٩٢٨٥.