مشمّرا ناصحا ، مجدّا كادحا ، وأنتم في رفاهيةٍ من العيش ، وادعون فاكهون آمنون ، تتربصون بنا الدوائر ، وتتوكّفون الأخبار ، وتنكصون عند النزال ، وتفرّون عند القتال ... (١)
وعليه فمن لم يحبّ الرسول وأهل بيته لم يدرك محبّة الله ولا يُحبّه الله ، ومن لا يحبّه الله لا يدخل الجنّة ، والله سبحانه أشار إلى البراءة بعد أن ذكر الولاية في قوله تعال في سورة الأحزاب : (إِنَّ اللّه وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلَّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيما * إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللّه وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللّه فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابا مُّهِينا) (٢).
إذن الولاية لا تفيد دون البراءة من الاعداء.
وقد قيل للصادق عليهالسلام : «إنّ فلانا يواليكم إلاّ أنّه يضعف عن البراءة من عدوّكم؟ فقال : هيهات كذب من ادّعى محبّتنا ولم يتبرّأ من عدوّنا» (٣).
وفي تاريخ دمشق عن رسول الله صلىاللهعليهوآله ـ وهو يحكي عن المعاند والناصب العداوة لأهل البيت عليهمالسلام ـ قال : فلو أنّ عابدا عبد الله بين الركن والمقام ألف عامٍ حتى يكون كالشّن البالي ، ولقى الله مبغضا لآل محمّد أكبّه الله على منخره في النار.
وفي صحيح البخاريّ عن النبيّ صلىاللهعليهوآله قوله : «إنّ الله قد قال : من عادى لي
________________
١ ـ انظر : الاحتجاج ١ : ١٣٦ ، وشرح النهج لابن أبي الحديد ١٦ : ٢٥٠ ، وجواهر المطالب ١ : ١٥٦.
٢ ـ الأحزاب : ٥٧ و ٥٨.
٣ ـ مستطرفات السرائر : ٦٤٠ ، وعنه في بحار الأنوار ٢٧ : ٥٨ / ١٨.
٤ ـ تاريخ دمشق ٤٢ : ٣٢٨ ، تاريخ بغداد ١٣ : ١٢٢ / ٧١٠٢ ، وانظر : المستدرك على الصحيحين ٣ : ١٤٩ ، المعجم الكبير ١١ : ١٤٢.