أحزان)؟! وجوابه قوله تعالى : (وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلاَّ مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَد اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنْ الصَّالِحِينَ).
٣ / اتخاذ يوم عاشوراء على نحو الخصوص يوم حزن وبكاء ، ففي هذا اليوم رُؤي النبي (صلى الله عليه وآله) أشعث أغبر حزيناً باكياً لِمَا حلّ على أهل بيته (عليهم السلام) في كربلاء ، فهل الاقتداء به وبسنّته من اتخاذ يوم عاشوراء ومحرم الحرام شهر أحزان وبكاء أمر غير مقبول؟!
٤ / جعل رزيّة الإمام الحسين (عليه السلام) أعظم الرّزايا ، لأن الرسول (صلى الله عليه وآله) جعلها كذلك واهتم بها أكثر من غيرها من الرّزايا ، ولقد جاء في زيارة عاشوراء المروية عن جعفر بن محمد الصادق عن أبيه محمد بن علي الباقر عن آبائه (عليهم السلام) عن الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) : « مصيبة ما أعظمها وأعظم رزيّتها في الإسلام وفي جميع السماوات والأرض » (١).
٥ / الاهتمام بتلك التربة الطاهرة ، التي تناولها وحملها جبريل (عليه السلام) مراراً والملائكة المقربون ، والتي قلّبها وقبّلها سر العالمين (صلى الله عليه وآله) ، والاستشراف لشمها وتقبيلها واستحباب ذلك ، فلا يعلم الإنسان أي سر مُودع فيها ، إذ كان بإمكان السماء والأمين جبرئيل (عليه السلام) إخبار الرسول (صلى الله عليه وآله) بأن الحسين (عليه السلام) سيقتل في كربلاء ، فَلِمَ هذا الحمل المستمر والمتكرر من قِبَل جبرئيل وغيره من الملائكة المقرّبين لهذه التربة المقدّسة ، أفلا يكفي أن يأتي بها جبرئيل مرة واحدة؟!
لكن قداسة هذه التربة يأبى إلا أن يكون مقروناً بالحسين (عليه السلام) ، فَذِكر الحسين (عليه السلام) ذِكر لهذه التربة المقدسة الطاهرة ، وَذِكر هذه التربة ذِكر للحسين.
__________________
(١) والشاهد على أنها كذلك تواتر وتتابع إخبار الوحي بمقتل الحسين (عليه السلام) ومجيء الأمين جبرئيل وغيره من الملائكة مراراً وتعداداً بقبضة من تراب كربلاء.