الرسالة ، وهكذا قالت الوصيَّة ، وهكذا قالت له الإمامة الهاجعة في ضميره ، والمُفسَّرة في التصرُّف الأحمر.
تلك هي المسيرة ـ مسيرة الحسين ـ وتلك هي الكلمة خَطَّها وتلفَّظ بها عُنفوان الحسين ، وتلك هي المأساة : تقرأ ثورة الروح انتحاراً ، وتَقصيف السيوف في ساحات الدفاع عن الحَقِّ انتحاراً ، وبذل النفس مِن أجل قيمة في الحياة انتحاراً ، والجُرأة في وجه الحاكمين الظالمين انتحاراً ، والمُطالبة بمُنعة المُجتمع الصحيح انتحاراً.
تلك هي الكلمة التي أدعوك ـ يا قلمي ـ إلى جَلوة حروفها ، إنَّ الحسين شرارة الكلمة ... وهل يُبنى مُجتمع صحيح بغير مِثل هذا الشرار؟