من ألحق بقوم نسباً ليس لهم فهو ملعون؟!
أوَلستَ صاحب الحضرميّين الّذين كتب إليك ابنُ سُميّة أنّهم على دين عليّ ، فكتبت إليه : «أُقتل مَن كان على دين عليّ ورأيه» فقتلهم ومثَّل بهم بأمرك؟!
ودينُ عليٍّ دينُ محمّد (صلّى الله عليه وآله) الذي كان يضرب عليه أباك ، والذي انتحالُك إيّاه أجلسك مجلسك هذا ولولاهم كان أفضل شرفك تجشُّم الرحلتين في طلب الخمور؟!
وقلتَ : انظر لنفسك ودينك والأُمّة واتقّ شقّ عصا هذه الاُمّة ، وأن ترد الناس إلى الفتنة.
[فلا أعرف فتنةً أعظم من ولايتك أمر هذه الأُمّة] (١) ولا أعلم نظراً لنفسي وديني أفضل من جهادك ، فإنْ أفعله فهو قربة إلى ربّي ، وإن أتركه فذنبٌ أستغفر الله منه في كثير من تقصيري ، وأسأل الله توفيقي لأرشد أُموري.
وقلت فيما تقول : إن أُنكرك تنكرني وإن أكدك تكدني.
[وهل رأيك إلاّ كيد الصالحين منذ خُلقتَ؟! فكدني ما بدا لك] (٢) فإنّي أرجو أن لا يضرّني كيدك ، وأن لا يكون على أحد أضرَّ منه على نفسك ، على أنّك تكيد فتوقظ عدوّك وتوبق نفسك ، كفعلك بهؤلاء الّذين قتلتهم ومثّلتَ بهم بعد الصلح والأيمان والعهد والميثاق ، فقتلتهم من غير أن يكونوا قتلوا إلاّ لذكرهم فضلنا وتعظيمهم حقّنا بما به شرفتَ وعرفت ، مخافة أمر لعلّك لو لم تقتلهم مُتَّ قبل أن يفعلوه ، أو ماتوا قبل أن يدركوه!؟ فأبشر يا معاوية بالقصاص ، وأيقن بالحساب.
____________________
(١) ما بين المعقوفتين لم يرد في البلاذري ، وإنّما ورد في ابن عساكر والاحتجاج.
(٢) ما بين المعقوفتين لم يرد في البلاذري ـ في ترجمة معاوية ـ لكنّه ذكره في القطعة التي نقلها في ترجمة الحسين (عليه السّلام) ، وقد سبق أن نقلناها فلاحظ.