أجَلْ ـ والله ـ الخذلُ فيكم معروف ، وشجت عليه عروقكم ، واستأزرت عليه أُصولكم وفروعكم.
فكنتم أخبث ثمرة شجرة للناظر ، وأكلة للغاصب!
ألا فلعنة الله على الناكثين (وَلاَ تَنقُضُواْ الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِها وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً).
ألا وإنّ البَغيَّ قد ركز بين السِلّةِ والذلّة ، وهيهات منّا الذلّة ، (١) أبى الله ذلك ورسولهُ والمؤمنون ، وحجورٌ طابتْ ، وبطونٌ طهرتْ ، وأُنوفٌ حميّةٌ ، ونفوسٌ أبيّةٌ ، تُؤْثِر مصارعَ الكرام على ظآر اللئام.
ألا وإنّي زاحِفٌ بهذه الأُسْرة على قِلّة العدد ، وكثرة العدوّ ، وخذلة الناصر!
فإنْ نَهْزِمْ فهزّامون قِدْماً |
|
وإن نُهْزَم فغير مُهَزَّمينا |
وما إنْ طِبُّنا جُبْنٌ ولكنْ |
|
منايانا وطعمة iiآخرينا |
ألا ثمّ لا تلبثون إلاّ ريثما يُركبُ فرسٌ حتّى تُدار بكم دورَ الرحا ، ويُفلق بكم فلقَ المحور ، عهداً عهده النبي إلى أبي.
(فَأَجْمِعُواْ أَمْرَكُمْ وَشُرَكَاءَكُمْ ، ثُمَّ لاَ يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ثُمَّ اقْضُواْ إِلَيَّ وَلاَ تُنْظِرُونِ) [سورة يونس : ٧١].
(إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللهِ رَبِّي وَرَبِّكُم مَا مِن دَابَّة إِلاَّ هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِراط مُسْتَقِيم)».
____________________
(١) وفي نسخة : «الدنيّة» بدل «الذلّة».