ولعلّ ما يؤكّد هذا المعنى : أنّ المنشور يسعى للنيل من شخص الإمام الحسين عليهالسلام ، سيد شباب أهل الجنة ، والإمام المنصوص على إمامته من قِبل الرسول صلىاللهعليهوآله نفسه ، بقوله : «الحسن والحسين إمامان قاما أو قعدا» ، وتصويره على أنه كان طالباً للدنيا كما أشارت إليه الرواية المكذوبة عن ابن عمر.
وذلك توطئة للطعن في أصل الإمامة الذي لم يزل يؤرِّق هؤلاء الناس ، ويمثّل الشوكة الجارحة في قلوبهم ، والقذ المؤلم في عيونهم ، والشجا المعترض في حلوقهم.
ابن تيمية المتجرِّئ على حرمات الله :
وأمّا كلام ابن تيمية الذي ورد في المنشور ، فهو ظاهر في أنه يدافع عن يزيد (لعنه الله) ، ويتهم الإمام الحسين عليهالسلام بأنه لا عقل أو لا دين له ، والعياذ بالله ، وذلك حين زعم أنه أقدم على أمر ليس فيه مصلحة دين ولا مصلحة دنيا!
فهل أصبح ابن تيمية المجسِّم ، المتحامل على النبي صلىاللهعليهوآله وأهل بيته عليهمالسلام أعرف بالتكليف الشرعي من سيد شباب أهل الجنة؟!
ثمّ إننا لا ندري كيف يكون الإمام الحسين عليهالسلام سيداً لشبابها ، وليس على وجه الأرض أحد يساميه أو يساويه على حد تعبير ابن كثير الحنبلي (١) ما دام أنه لا يعرف مصلحة الدين ولا
____________________
(١) البداية والنهاية ٨ / ١٦٢ ط دار إحياء التراث العربي سنة ١٤١٣.