هل بويع يزيد (لعنه الله) حقاً؟!
وقد لفت نظرنا ما ورد في المنشور من أن يزيد (لعنه الله) قد بويع ...
ونقول :
إنّ السؤال هو : كيف يصح القول : إنّ يزيد (لعنه الله) قد بُويع؟!
مع أنه لا بدّ من ملاحظة ما يلي :
أوّلاً : أنّ البيعة إنما تصح ـ كما يقوله هؤلاء ـ لو كان أهل الحل والعقد هم الذين يقومون بها ، فهل بايع أهل الحل والعقد يزيد بن معاوية (لعنه الله)؟
ولماذا سجّل في رسالته لوالي المدينة فور وفاة أبيه التأكيدَ عليه بأن يُكره على البيعة جماعة من أهل الشأن ، مثل : ابن عمر ، وعبد الرحمان بن أبي بكر ، وابن الزبير ، والإمام الحسين عليهالسلام.
ولم يكن أهل المدينة فضلاً عن أهل الحجاز ، وفضلاً عن أهل العراق ، قد بايعوه بعدُ؟! بل إن أهل العراق قد كتبوا للإمام الحسين عليهالسلام معلنين بأنهم ليس عليهم إمام ، وأنهم يحبسون أنفسهم على الإمام الحسين عليهالسلام ولم يبايعوا أحداً بعد (١).
____________________
(١) راجع البداية والنهاية ٨ / ١٥١ ، ١٥٢ ط سنة ١٩٦٦م ، وأي كتاب تاريخي شئت. خصوصاً ما يتكفّل ببيان ما جرى بين أهل العراق والإمام الحسين عليهالسلام .. وكذلك ما جرى بين أهل المدينة ومكة ، وأهل الحجاز عامة ، وبين ولاة معاوية حين وفاته حتّى انتهت الأحداث بفاجعة كربلاء ، وبوقعة الحرة ، ورمي الكعبة بالمنجنيق.