والتلاعب وخداع الناس فيها ..
وبذلك يصبح للفكر السياسي والديني قوته ورسوخه وأصالته ، ليؤمن بعد هذا مَن آمن عن بينة ، وليكفر من كفر عن بينة.
الوفاء والخيانة لشروط الصلح
وبعدما تقدّم نقول : إنّ الإمام الحسن عليهالسلام قد استطاع بعقد الهدنة الذي أبرمه مع معاوية أن يحفظ للشيعة المخلصين حقهم في الحياة ، وأصبح أي تعامل غير إنساني معهم يمثّل دليلاً على سقوط اُطروحة وادّعاءات مناوئي أهل البيت عليهمالسلام ، لأنه سوف يكون عدواناً غادراً ومفضوحاً لا يمكن تبريره بأي منطق كان حتّى بمنطق أهل الجاهليّة ومَن لا يؤمن بدين.
كما أنه عدوان يدركه الناس كلهم ، كبيرهم وصغيرهم ، وعالمهم وجاهلهم ، والذكي والغبي ، والقريب والبعيد .. من حيث إنّ البشر كلهم يدركون أنّ الحياة الإنسانيّة لا يمكن أن تستمر إذا لم يتم الالتزام بالعهود والمواثيق ، فمن لا يلتزم بها فإنه يصادم البداهة ، ولا بدّ من إدانته ، لأنه بنظر الناس جميعاً يعبث بسلامة الحياة الإنسانيّة ، وهو ما لا يمكن السماح ولا الرضا به في أي من الظروف والأحوال.
وبذلك يصبح الوفاء والخيانة للعهود هو المفتاح الذي إذا حرّكه الإنسان وعرف الخائن والوفي فإنه يعرف بذلك المحق من المبطل ، والمصلح من المفسد ، وقد استطاع الإمام الحسن عليهالسلام أن يوجد هذا المفتاح ، وأن يجعله في متناول يد كل إنسان عاش معه أو يأتي بعده.