فقلت لها : أطلّقك رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ...؟ إلخ (١).
ابنُ أبي أوفى فهم خطأً :
وأمّا ما رواه أحمد ، عن علي ، عن عاصم ، عن الهجري أن عبد الله بن أبي أوفى كان في جنازة ابنته ، فسمع امرأة تلتدم.
وقال مرة : ترثي.
فقال : مه ، ألم أنهكن عن هذا؟
إنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله كان ينهى عن المراثي. لتفض إحداكن من عبرتها ما شاءت (٢).
أمّا هذه الرواية فإنّ سياق الكلام يشير إلى أنّ الحديث إنما هو عن المراثي [التي كانت شائعةً] في تلك الأيام ، حيث إنّ النساء كنّ ينحن بالباطل ، ويذكرن في نوحهن أموراً لا حقيقة لها وينسبنها للميت ، وقد ورد النهي الأكيد عن ذلك.
وهذا هو الأنسب بقول ابن أبي أوفى : إنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله كان ينهى عن المراثي. وتكون كلمة «تلتدم» خطأً ، وهي من تصرفات الرواة.
وحتّى لو كانت رواية تلتدم هي الأصح ، فإن النهي عن المراثي لا يستلزم النهي عن اللدم واللطم.
____________________
(١) كنز العمال ٢ / ٥٣٤ عن ابن مردويه.
(٢) مسند أحمد ٤ / ٣٨٣.