وقال محمّد سليم أسد : إسناده حسن من أجل جعفر (١).
وروي أيضاً عن سعيد بن المسيب مثل ذلك (٢).
ونحن إنما نستدل على هؤلاء بما عندهم ، وفي كتبهم ، على قاعدة : «ألزمواهم بما ألزموا به أنفسهم».
٦ ـ إنّ مجرد أن يضرب الإنسان نفسه لمصيبة تحلّ به ليس حراماً ، فقد روى أحمد ، عن روح ، عن محمّد بن أبي حفصة ، عن ابن شهاب ، عن محمّد بن عبد الرحمان ، عن أبي هريرة أنّ أعرابياً جاء يلطم وجهه ، وينتف شعره ، ويقول : ما أراني إلاّ قد هلكت!
فقال له رسول الله صلىاللهعليهوآله: «وما أهلكك؟».
قال : أصبت أهلي في رمضان!
قال صلىاللهعليهوآله : «تستطيع أن تعتق رقبة ...» إلخ (٣).
حيث يلاحظ : أنّ النبي صلىاللهعليهوآله لم يعترض عليه ، ولم ينهه عما يفعله بنفسه.
٧ ـ كما أنّ ابن عباس يروي لنا قضية طلاق النبي صلىاللهعليهوآله لنسائه ، وفي حديثه : قال عمر : فدخلت على حفصة وهي قائمة تلتدم ، ونساء النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم قائمات يلتدمن.
____________________
(١) المصدر السابق متناً وهامشاً.
(٢) مسند أحمد ٢ / ٥١٦ ، ونصب الراية ـ للزيعلي ٣ / ١٥ ط دار الحديث ـ القاهرة ، عن الموطأ ، وعن الدارقطني ، والكتب الستة.
(٣) مسند أحمد ٢ / ٥١٦.