ويظهر زيف ادعاءاته ، وبوار ممارساته ، وعوار أهدافه.
كما أنّ ذلك يسقط شرعيّة كلّ ما يدّعيه الغاصبون الذين يأتون بعد معاوية ممّن يرتكزون في شرعيتهم إليه ويعتمدون فيها عليه.
فاتّضح : أنه لولا هذا السلم المتمثل بعقد الهدنة «الصلح» لبقي أعداء أهل البيت يبثّون شبهاتهم ، ويشيعون أضاليلهم وأباطيلهم التي تتهدّد إيمان الناس واعتقادهم على مر الدهور والعصور.
واتضح أيضاً : أنّ ما يحصل عليه الإمام الحسن عليهالسلام عن طريق السلم يستحيل أن يحصل عليه في الحرب حتّى لو انتصر فيها.
ولعلك تقول :
لماذا حارب الإمام علي عليهالسلام معاوية ولم يسعَ إلى مصالحته؟
ونقول في الجواب :
إنّ من الضروري التنبيه إلى أن هذا لم يكن يمكن حصوله في حرب معاوية للإمام علي عليهالسلام ، فإنّ الإمام علياً عليهالسلام كان يملك القدرة على الحرب ، فلا مبرر للصلح بنظر الناس ، بل إنّ السعي إليه يوجب الشبهة لدى الناس في أن يكون معاوية محقاً فيما يدّعيه ، وبذلك تصبح خيانة معاوية مبررة عند الكثيرين من الجهّال والبسطاء حتّى لو بادر إلى قتل الإمام علي عليهالسلام نفسه ، لأنه سيكون قادراً على التمويه على الناس في أمر اتهام الإمام علي عليهالسلام بدم عثمان ، وكفى ذلك مبرراً لنقض العهد والإقدام على جريمة قتله عليهالسلام