اُنثى بانت في أولادها ، وإلى هذا أشار صاحب الشريعة الحقّة بقوله صلىاللهعليهوآله : «الخالُ أحدُ الضَّجيعين ؛ فتخيَّروا لِنُطفكُمْ» (١).
وقد ظهرت في أبي الفضل عليهالسلام الشجاعتان ؛ الهاشمية التي هي الأربى والأرقى ، فمن ناحية أبيه سيّد الوصيّين عليهالسلام ، والعامرية ، فمِن ناحية اُمّه اُمّ البنين.
فإنّ من قومها أبا براء عامر بن مالك بن جعفر بن كلاب ، جدّ ثمامة والدة اُمّ البنين ، وهو الجدّ الثاني لاُمّ البنين. قيل له : ملاعب الأسنّة ؛ لفروسيته وشجاعته ، لقّبه بذلك حسّان لما رآه يقاتل الفرسان وحده وقد أحاطوا به ، قال : ما هذا إلاّ ملاعب الأسنّة. وقيل : إنّ أوس بن حجر قال فيه : (٢)
يلاعبُ أطرافَ الأسنَّةِ عامرُ |
|
فَراحَ لَهُ حظُّ الكتائِبِ أجمعُ |
وهو الذي استعانه ابنُ أخيه عامر بن الطفيل على منافرة علقمة بن علاثة بن عوف بن الأحوص ، لمّا تفاخرا على أنْ يسوق كُلّ منهما مئة ناقة تكون لمَن يحكم له ، ووضع كُلّ منهما رهناً لمنِّ أبنائهم على يد رجل من بني الوحيد ؛ فسُمّي الضمين إلى اليوم ، وهو الكفيل. ولما استعانه عامر دفع إليه نعليه ، وقال له : استعن بهما في منافرتك ؛ فإنّي قد ربعتُ بهما أربعين مِرْابعاً (٣).
والمِرْبَاع : ما يأخذه الرئيس من ربع الغنيمة دون أصحابه
__________________
(١) الكافي ٥ / ٣٣٢ ، ح ٢ ، والحديث : «اختاروا لِنُطفكُمْ ؛ فإنّ الخالَ أحدُ الضَّجيعين».
(٢) تاريخ مدينة دمشق لابن عساكر ٢٦ / ١٠١.
(٣) الأعلام للزرگلي ٣ / ٣٥٥ ، الإصابة ٣ / ٤٨٥.