لاُمّ البنين. كان معروفاً بالشجاعة والفروسية ، وهو أخو ملاعب الأسنّة وربيعة ، وعبيدة ومعاوية بنو جعفر بن كلاب ، يُقال لاُمّهم : اُمّ البنين. وإيّاها عَنى لبيد بن ربيعة بن مالك بن جعفر بن كلاب لمّا وفد بنو جعفر على النّعمان بن المنذر ، وكان سميره الربيع بن زياد العبسي ، فاتّهموه بالسّعي عليهم ، فلمّا غدوا على النّعمان كان معهم لبيد ، وهو أصغرهم ، فرأوا النّعمان يأكل مع الربيع ، فقال لبيد :
يا واهبَ الخيرِ الجزيلِ مِنْ سَعَهْ |
|
نَحنُ بَنو أُمِّ البَنينَ الأَربَعَهْ |
ونحنُ خيرُ عامرِ بنِ صَعْصعهْ |
|
المُطعِمونَ الجَفنَةَ المُدَعدَعَهْ |
وَالضارِبونَ الهامَ تَحتَ الخَيضَعَهْ |
|
إِلَيكَ جاوَزنا بِلاداً مُسبِعَهْ |
يُخبِركَ عَن هَذا خَبيرٌ فَاِسمَعَهْ |
|
ممَهلاً أَبَيتَ اللَعنَ لا تَأكُل مَعَهْ |
إِنَّ اِستَهُ مِن بَرَصٍ مُلَمَّعَهْ |
|
وَإِنَّهُ يُولجُ فيها إِصبَعَهْ |
يُولجُها حَتّى يُواري أَشجَعَهْ |
|
كَأَنَّما يَطلُبُ شَيئاً ضَيَّعَهْ |
فلم ينكر عليه النّعمان ولا أحد من العرب ; لأنّ لهم شرفاً لا يُدافع ؛ ولذلك طرد النّعمان الربيع عن مسامرته ، وقال له :
شَرّدْ برحلِكَ عَنِّي حَيثُ شئتَ وَلا |
|
تَكثر عَليَّ وَدَعْ عَنكَ الأَباطيلا |
قدْ قيل ذلكَ إنْ حقَّاً وإنْ كذباً |
|
فما اعتذارُكَ في شيءٍ إذا قيلا (١) |
__________________
(١) معجم البلدان ١ / ٣٨٦ ، خزانة الأدب ٤ / ١٠.