أزواج النّبي صلىاللهعليهوآله والوصيّ عليهالسلام لا يتزوّجنَ بعده ؛ فلم يتزوّجنَ الحرائرُ واُمّهات الأولاد عملاً بالرواية (١).
وكانت اُمّ البنين من النّساء الفاضلات العارفات بحقّ أهل البيت عليهمالسلام ، مُخلصة في ولائهم ، مُمحّضة في مودّتهم ، ولها عندهم الجاه الوجيه والمحلّ الرفيع ، وقد زارتها زينب الكبرى بعد وصولها المدينة تُعزّيها بأولادها الأربعة ، كما كانت تزورها أيّام العيد.
وبلغ من عظمها ومعرفتها وتبصّرها بمقام أهل البيت عليهمالسلام ، أنّها لمّا اُدخلت على أمير المؤمنين عليهالسلام ، وكان الحسنان عليهماالسلام مريضين ، أخذت تُلاطف القول معهما ، وتُلقي إليهما من طيب الكلام ما يأخذ بمجامع القلوب ، وما برحت على ذلك تُحسن السّيرة معهما وتخضع لهما كالاُمّ الحنون.
ولا بِدعَ في ذلك ؛ فإنّها ضجيعة شخص الإيمان ، قد استضاءت بأنواره ، وربت في روضة أزهاره ، واستفادت من معارفه ، وتأدّبت بآدابه ، وتخلّقت بأخلاقه.
__________________
(١) مناقب آل أبي طالب ٣ / ٩٠.