لا يقف أحدٌ على مدى فضله ، كما ينحسر البيان عن تحديد مظلوميّته واضطهاده.
وذكر صاحب كتاب (قمر بني هاشم) ص ٢١ : إنّ اُمّ البنين رأت أمير المؤمنين عليهالسلام في بعض الأيّام أجلس أبا الفضل عليهالسلام على فخذه ، وشمّر عن ساعديه ، وقبَّلهما وبكى ، فأدهشها الحال ; لأنّها لم تكنْ تعهد صبيّاً بتلك الشمائل العلويّة ينظر إليه أبوه ويبكي من دون سبب ظاهر ، ولمّا أوقفها أمير المؤمنين عليهالسلام على غامض القضاء ، وما يجري على يديه من القطع في نصرة الحسين عليهالسلام ، بكت وأعولت ، وشاركها مَن في الدار في الزفرة والحسرة ، غير أنّ سيّد الأوصياء عليهالسلام بشّرها بمكانة ولدها العزيز عند اللّه جلّ شأنه ، وما حباه عن يديه بجناحين يطير بهما مع الملائكة في الجنّة ، كما جعل ذلك لجعفر بن أبي طالب ، فقامت تحمل بشرى الأبد ، والسّعادة الخالدة.