غيره من العلماء فيما اختُصّ به من الفنون.
ولقد كان عقيل بن أبي طالب عليهالسلام ـ على شرف أصله وقداسة منبته ومجده الهاشمي الأثيل ـ نسّابة عصره ، يعرف أنساب العرب وقبائلها ، ويميّز بين منابت المجد والخطر ، ومناخ السّوأة والخزاية ، وينوّه بواسع علمه بما تتحلّى به الفصائل والعمائر من المآثر ، وما ترتديه البطون والأفخاذ من شية العار.
فكان يُخشى ويُرجى من هاتين النّاحيتين ، ويراجع للوقوف على لوازم الكفاية عند المصاهرة ؛ تحرّياً للحصول على الدّعة في العِشرة بين الزوجين ، وكرائم الأخلاق المكتسبة من إرضاع الحرائر الكريمات ، وعروق الأخوال الأكارم. والشريعة المُطهّرة تقول في نصّها على ذلك : «اختاروا لنطفكم ؛ فإنّ الخال أحدُ الضجيعين» (١). كما حذّرت عن خلافه : «إياكم وخضراء الدِّمَنْ». وفسّره صاحب الشريعة بأنّها : «المرأة الحسناء في منبت السّوء» (٢).
فكان عقيل ـ كما وصفه الصفدي ـ أحد الذين يتحاكّم إليهم ، ويوقَف عند قولهم في علم النّسبِّ ; لكونه العليم به وبأيّام العرب. وكانت تُبسط له طنفسة تُطرح في مسجد رسول اللّه صلىاللهعليهوآله يُصلّي عليها ، ويجتمع إليه في معرفة الأنساب وأيّام العرب وأخبارهم مع ما له من السّرعة في الجواب ، والمراجعة في القول (٣).
__________________
(١) الكافي ٥ / ٣٣٢ ، باب اختيار الزوجة ، ح ٢.
(٢) الكافي ٥ / ٣٣٢ ، باب اختيار الزوجة ، ح ٤.
(٣) نصُّ عبارة الصفدي عن ابن عقيل هكذا : وكان عقيل أنسب قريش وأعلمهم بأيامهم ، ولكنّه كان يعدّ مساوئهم ، وكانت له طنفسة تُطرح في مسجد رسول اللّه صلىاللهعليهوآله يُصلّي عليها ، ويجتمع إليه في علم النّسب وأيام العرب ، وكان أسرع