شاؤوا وكُنْ مَعَنا» (١).
فإذا كان هذا وأمثاله الكثير ممّا أوجب فعل الشيعة لتلك المظاهر ، فلماذا يُطعن عليهم عند إيمانهم بها؟! وما ذنبهم؟! أفلا يتأوّل عملهم ـ والحال هذا ـ كما أوّلوا عمل خالد وغيره؟! أين المُنصفون؟!
نعم ، ليس السّرُّ فيما حكموا به على الشيعة من الرياء والتصنّع ، والشنعة والبدعة إلاّ قيامهم بهذه الشعائر التي فيها إظهار مظلوميّة أهل البيت العلوي ، وتفظيع أعمال المناوئين لهم ، وإعلام الملأ بما نشروه من الجور ، واسترداد الجاهليّة الاُولى ، كما اعترف به ابن كثير في البداية والنّهاية ج ٨ ص ٢٠٢ ، قال : إنّ الشيعة لمْ يُريدوا بهذه الأعمال إلاّ أنْ يُشنّعوا على دولة بني اُميّة ؛ لأنّه قُتلَ في دولتهم (٢).
وعليه فلا يكون العمل المستلزم للتشنيع على عمل الجبابرة وطواغيت الاُمّة بقتلهم سيّد شباب أهل الجنّة ، وتلاعبهم بالدِّين الحنيف تلاعب الصبيان بالإكر ; مُقرّباً للمولى زلفة ، ورضىً لربِّ العالمين.
__________________
(١) كامل الزيارات / ٢٧٢ ، بحار الأنوار ٩٨ / ٧٥.
(٢) البداية والنّهاية لابن كثير ٨ / ٢٢٠.