التفتازاني (٤) ، وسبط ابن الجوزي (٥).
وقال الجاحظ : إنّ المنكرات التي اقترفها يزيد ؛ من قتل الحسين عليهالسلام ، وإخافته أهل المدينة ، وهدم الكعبة ، وحمل بنات رسول اللّه صلىاللهعليهوآله سبايا ، وقرعه ثنايا الحسين عليهالسلام بالعود ، هل تدلّ هذه القسوة والعلظة على نصب وسوء رأيّ ، وحقد وبغضاء ، ونفاق ويقين مدخول؟
__________________
ألا هاتِي فاسقِينِي على ذاك قهوةً |
|
تَخيَّرهَا العنْسيُّ كَرْماً شآميَا |
إذا مَا نَظرْنا في اُمورٍ قديمةٍ |
|
وجدنَا حَلالاً شُربَها مُتواليَا |
وإنْ مِتُّ يا اُمَّ الاُحيمرِ فانكَحِي |
|
ولا تأمَلِي بعدَ الفراقِ تلاقيَا |
فإنَّ الّذي حُدّثتِ عنْ يوم بعثِنا |
|
أحاديثُ طسمٍ تجعلُ القلبَ ساهيَا |
إلى غير ذلك ممّا نقلتُه من ديوانه ، ولهذا تطّرق إلى هذه الاُمّة العار بولايته عليها ، حتّى قال أبو العلاء المعرّي يُشير بالشّنار إليها :
أَرَى الأَيّامَ تَفعَلُ كُلَّ نُكرٍ |
|
فَما أَنا في العَجائِبِ مُستَزيدُ |
أَلَيسَ قُرَيشُكُمْ قَتَلَتْ حُسَيناً |
|
وكانَ عَلى خِلافَتِكُم يَزيدُ |
قلتُ : ولمّا لعنه جدّي أبو الفرج على المنبر ببغداد بحضرة الإمام النّاصر وأكابر العلماء ، قام جماعة من الجفاة من مجلسه فذهبوا ، فقال جدّي : (أَلاَ بُعْدًا لِّمَدْيَنَ كَمَا بَعِدَتْ ثَمُودُ) سورة هود / ٩٥.
وحكى لي بعضُ أشياخنا عن ذلك اليوم : أنّ جماعة سألوا جدّي عن يزيد؟
فقال : ما تقولون في رجل ولي ثلاث سنين ؛ في السّنة الاُولى قتل الحسين ، وفي السّنة الثانية أخاف المدينة وأباحها ، وفي السّنة الثالثة رمى الكعبة بالمجانيق وهدّمها وحرّمها؟
فقالوا : يُلعن.
فقال : فالعنوه. تذكرة الخواصّ / ٢ ـ ٢٦٥ ـ ٢٨٠ ، وارجع لكلام ابن الجوزي ـ الجدّ ـ في كتاب الردّ على المُتعصِّب العنيد / ١٣ ـ ١٧.
(٣) وفيات الأعيان ٣ / ٢٨٧ ، فوات الوفيات ٢ / ٦٤١ ، جواهر المطالب في مناقب الإمام عليٍّ عليهالسلام / ٣٠٢ ، السّيرة الحلبيّة ١ / ٣٦٧.
(٤) السّيرة الحلبيّة ١ / ٢٦٧.
(٥) تذكرة الخواصّ ٢ / ٢٦٥ ـ ٢٨٠.