العصر عبد الباقي أفندي العُمري :
يزيدُ على لعنِي عريضُ جنابِهِ |
|
فأغدُو بهِ طولَ المَدَى ألعنُ اللَّعنَا |
ومَن يخشى القيل والقال بلعن ذلك الضليل ، فليقل : لعنَ اللّهُ مَن رضي بقتل الحسين عليهالسلام ، ومَن آذى عترة النّبيِّ صلىاللهعليهوآله بغير حقٍّ ، ومَن غصبهم حقّهم. فإنّه يكون لاعناً له ؛ لدخوله تحت العموم دخولاً أوَّلياً في نفس الأمر.
ولا يخالف أحد في جواز اللعن بهذه الألفاظ سوى ابن العربي المالكي وموافقيه ؛ فإنّهم على ظاهر ما نُقل عنهم لا يُجوّزون لعن مَن رضي بقتل الحسين عليهالسلام ، وذلك لَعمري ، هو الضلال البعيد الذي كاد يزيد على ضلال يزيد ... إلى آخره (١).
وبعد هذا فهل يتوقّف أحد من لعنِ يزيد والبراءة منه؟! وإنْ كان فليس [هذا] إلاّ الضَّلال والعناد ، أعاذ الله أولياءه من شرّ الحقد.
لمّا كثرت اللائمة على يزيد خشي الفتنة وانقلاب الأمر ، فتداركه بإرجاع السّجاد عليهالسلام والعيال إلى وطنهم ، ومكّنهم ممّا يريدون برأس الحسين عليهالسلام إلى كربلاء ودفنه مع الجسد ، ولم يختلف في ذلك اثنان من علماء الإماميّة المعروفين بالبحث والتنقيب ؛ ومن هنا نسبه المجلسي في البحار إلى المشهور بين العلماء (٢).
وفي روضة الواعظين صفحة ١٦٥ (٣) قال : ردّ الرأس إلى الجسد.
__________________
(١) روح المعاني للآلوسي ٢٦ / ٧٤ ، في تفسير قوله تعالى (فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ) الآية.
(٢) بحار الأنوار ٤٥ / ١٤٤.
(٣) روضة الواعظين / ١٩٢.