المعروفة بمقبرة باب الصغير بدمشق مشهداً وضع على بابه صخرة مكتوب عليها : هذا مدفن رأس العبّاس بن عليٍّ ، ورأس عليِّ الأكبر بن الحسين عليهالسلام ، ورأس حبيب بن مظاهر.
قال : ثُمّ إنّه انهدم بعد ذلك بسنين هذا المشهد ، واُعيد بناؤه ، واُزيلت هذه الصخرة ، وبُني ضريح داخل المشهد ، ونقش عليه أسماء كثيرة لشهداء كربلاء ، ولكنَّ الحقيقة أنّه منسوب إلى الرؤوس الشريفة الثلاثة المُقدّم ذكرها بحسب ما كان موضوعاً على بابه كما مرّ ، وهذا المشهد الظنّ القوي بصحة نسبته ؛ لأنّ الرؤوس بعد حملها إلى دمشق والطواف بها ، وانتهاء غرض يزيد من إشهار الغلبة والتنكيل بأهلها والتَّشفّي ، لا بدّ أنّ تُدفن في إحدى المقابر ، فدُفنت هذه الرؤوس الثلاثة في مقبرة باب الصغير ، وحُفظ محلُّ دفنها ، والله أعلم ... إلى آخره (١).
هذا ما ذكره السيّد (أيّده الله) ، ولو اطّلع على حبيب السّير لاعتقد عدم صحة الدفن هناك ، على أنّ التغيير الذي ذكره يدلّنا على أنّ الحفظة لذلك المشهد لهم غرضٌ آخر ، وليس بالمستبعد أنّ ذلك المشهد محلّ صلب الرؤوس.
وحقيق أنْ يُقال في كُلّ منها :
هامةٌ في الحَياةِ طاوَلتِ الشُّهبَ |
|
ومَا نالَها هُبوبُ الرِّياحِ |
أنِفَتْ بعدَ موتٍها التُّربِ فاختارَتْ |
|
لهَا مَسكناً رُؤوسَ الرِّماحِ |
__________________
(١) أعيان الشيعة ١ / ٦٢٧.