وزيرك عليه فأخذ برقبتي ثم قال : إن هذا أخي ووصيي وخليفتي فيكم فاسمعوا له وأطيعوا. قال : فقام القوم يضحكون ويقولون لأبي طالب قد أمرك أن تسمع لابنك وتطيع » (١).
فقول الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم « أخي ووصيي » اتخذته الشيعة دليلاً على إمامة علي بن أبي طالب.
وقد ذكر ذلك علي بن إبراهيم القمي في تفسيره قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : « أيكم يكون وصيي ووزيري وينجز عداتي ويقضي ديني فقام علي عليهالسلام وكان أصغرهم سناً وأحمشهم ساقاً وأقلهم مالاً فقال : أنا يا رسول فقال له رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : أنت هو » (٢).
وأورد الخبر أبو حنيفة النعمان بن محمد المغربي في ذكر ولاية علي بن أبي طالب وجعل الآية من الآيات الدالة على ولايته (٣).
ويقصد بالولاية الإمامة. كما أورده الصدوق وقال إن هذا الخبر هو العلة التي ورث علي بن أبي طالب بها رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم دون غيره (٤).
فوراثة النبي هنا المقصود بها الإمامة.
ويذكر ابن رستم الطبري أن علياً والعباس تنازعا في تركة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فروى عن أبي رافع « أنه كان عند أبي بكر إذ جاء علي والعباس فقال العباس : أنا عم رسول الله ووارثه وقد حال علي بيني وبين تركته فقال أبو بكر : فاين كنت يا عباس حين جمع النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم بني عبد المطلب وأنت أحدهم فقال : أيكم يؤازرني ويكون وصيي وخليفتي في أهلي وينجز عدتي ويقضي ديني فقال له العباس : بمجلسك قد تقدمته وتأمرت عليه.
__________________
(١) فرات بن إبراهيم ( ت ٣٠٠ هـ ) : تفسير فرات ص ١١٢ ، وقد ذكر الطبري نفس ما أورده فرات في تفسيره مع فرق بسيط فبدل كلمة لشد ما ( لهد ما ) انظر التفسير ج ١٩ ص ١٢٢ ، التاريخ ج ٢ ص ٣١٩ ـ ٣٢١
(٢) علي بن إبراهيم القمي ( ٣٢٤ هـ ) : تفسير القمي ص ٢٨٦.
(٣) أبو حنيفة محمد بن النعمان المغربي ( ت ٣٦٤ هـ ) : دعائم الإسلام ج ١ ص ١٥ وانظر له أيضاً كتاب أساس التأويل ص ٣٣١.
(٤) الصدوق ( ت ٣٨١ هـ ) : علل الشرائع ج ١ ص ١٦٩.