أخيه زيد بن علي بن الحسين وقول جماعة من الشيعة بإمامته لذلك وضح الصادق قول أبيه مؤكداً إمامته بعده.
ويقول المفيد في إمامة الصادق : « وكان الصادق جعفر بن محمد بن علي بن الحسين من بين إخوته خليفة أبيه محمد بن علي ووصيه والقائم بالإمامة بعده » (١).
ويستدل الطوسي على إمامة الصادق لكونه علماً بجميع أحكام الشريعة لأنه لم يكن هناك من ادعيت له هذه الصفة ، كما أن تواتر الشيعة بالنص عليه من أبيه دليلاً على إمامته (٢).
واختلفت الشيعة أيام جعفر بن محمد الصادق في الإمامة وتفرقوا وظهرت حركات غلو خرجت عن الخط الشيعي ، فقد ظهر في أيام الصادق الكيسانية التي بإمامة محمد بن الحنفية وتطورت حتى أخرجت الإمامة من ولد علي إلى آل العباس وقد مر ذكر ذلك في باب الدعوة العباسية.
كما خرج في أيام الصادق محمد بن عبد الله النفس الزكية على المنصور سنة ١٤٥٠ هـ كما مر ذكره في الفصل الرابع وقتل محمد فظهرت طائفة قالت بإمامته وزعمت بأنه القائم وأنه المهدي (٣).
وقد أنكر هؤلاء الذي قالوا بإمامة محمد النفس الزكية إمامة الصادق وادعت فرقة منهم أن الإمامة في المغيرة بن سعيد إلى خروج المهدي ، وهو عندهم محمد النفس الزكية وقالوا بأنه حي لم يمت ولم يقتل وهؤلاء هم المغيرية (٤).
__________________
(١) المفيد : الإرشاد ص ٢٧٠.
(٢) الطوسي : تلخيص الشافي ج ٤ ص ١٩٦ ، ويضيف الطبرسي دليلاً آخر على أدلة إمامة الصادق فيروى عن الكليني قصة مناقشة أحد الشاميين مع الإمام الصادق في الإمامة ودعوة الصادق هشام بن الحكم لإجابته إلا أن الشامي رفض إلا أن يناقشه الصادق فلما ناقشه وأقنعه فقال الشامي أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله وأنك وصي الأوصياء. الطبرسي : الإحتجاج ج ١ ص ١٩٩ ، إلا أن الخبر غير وارد في الكليني في باب إمامة الصادق انظر الكليني ج ١ ص ٣٠٧.
(٣) النوبختي : فرق الشيعة ص ٥٤.
(٤) النوبختي ص ٥٥.