على الأرض ثمّ رفعهما فمسح وجهه ويديه فوق الكف قليلا (١). إلى غير ذلك من الروايات ـ محمولة على أنّ المراد من الوجه ليس كلّه ، بل في الجملة مسامحة في التعبير ، لعدم اقتضاء المقام التفصيل ، إذ لا شبهة في تفاوت المقامات في الإجمال والتفصيل ، ووقوع ذلك في غاية الكثرة ، سيّما في الأخبار.
ولذا ورد عنهم عليهمالسلام وجوب حمل مجملات أخبارهم على المفصل منها ، ومتشابهاتها على المحكم منها (٢).
ومن هذا روى زرارة عن الباقر عليهالسلام في التيمم قال : «تضرب بكفّيك الأرض ثمّ تنفضهما وتمسح وجهك ويديك» (٣) ، وفي غير واحد من الأخبار أنّ التيمّم ضربة للوجه وضربة لليدين (٤). ومعلوم أنّ المراد من «اليدين» خصوص الكفّين.
وينادي بما ذكرنا أنّ الحكاية في المتعارضين واحدة ، وهي حكاية تيمّم عمّار وتعليمه كيفيّة التيمّم ، أو تعليم الراوي ، بل وربّما اتّحد الراوي مثل كونه زرارة ، بل والمروي عنه أيضا مثل كونه الباقر عليهالسلام.
ومن اليقينيّات كون ما صدر من عمّار واحدا لا مكررا لفساده بالبديهة.
وكذا ما صدر من الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم بالنسبة إليه وتعليمه إيّاه ، إذ لا شبهة في أنّه
__________________
(١) تهذيب الأحكام : ١ / ٢٠٧ الحديث ٥٩٨ ، الاستبصار : ١ / ١٧٠ الحديث ٥٩١ ، وسائل الشيعة : ٣ / ٣٥٩ الحديث ٣٨٦٤ مع اختلاف يسير.
(٢) عيون أخبار الرضا عليهالسلام : ١ / ٢٦١ الحديث ٣٩ ، وسائل الشيعة : ٢٧ / ١١٥ الحديث ٣٣٣٥٥ ، ١١٧ الحديث ٣٣٣٦١ ، مستدرك الوسائل : ١٧ / ٣٣٩ ـ ٣٤٣ الحديث ٢١٥٢٨.
(٣) تهذيب الأحكام : ١ / ٢١٢ الحديث ٦١٥ ، وسائل الشيعة : ٣ / ٣٦٠ الحديث ٣٨٦٧.
(٤) تهذيب الأحكام : ١ / ٢١٠ الحديث ٦٠٩ ، الاستبصار : ١ / ١٧١ الحديث ٥٩٧ ، وسائل الشيعة : ٣ / ٣٦١ الحديث ٣٨٧٢.