الأصل حجّية جميع أجزائه ، إلّا ما أخرجه الدليل خاصّة.
مع أنّه لو كان هذا منشأ للوهن في نفس الخبر يصير جلّ أخبارنا خارجا عن الحجّية ، إذ لا يكاد يوجد خبر سالم من ذلك ، إذ العام المخصّص من دليل من الخارج ، وكذا المطلق المقيّد ، والأمر المستحب ، وغير ذلك ، وكلّها ظاهرها ليس بمطلوب ، وخلاف الظاهر ليس بحجّة ، إلّا مع ظهور قرينة من دليل خارج على إرادة ذلك ، فيوجّه ذلك القدر المخالف للظاهر ، أو يرفع اليد عنه ويعمل بما بقي.
وأمّا توجيه الرواية ، فهو أنّ هذه الرواية مكاتبة ، والمعصوم عليهالسلام كان يكتب تحت سؤالاتهم حكمها ، فلعلّه عليهالسلام كتب تحت سؤال الراوي تقضي صومها؟ هكذا : «تقضي صومها ولاء» أي متتابعة ، ردّا على من زعم أنّ قضاء رمضان لا تتابع فيه فرقا بينه وبين الأداء ، كما زعمه من زعمه ، ويظهر ذلك من غير واحد من أخبارنا (١) ، فلاحظ!
ويشهد على ذلك ما كتب المعصوم عليهالسلام في جواب مكاتبة الصفّار عن هذه المسألة فإنّه كتب عليهالسلام «تقضي عشرة أيّام ولاء» (٢) فلاحظ حتّى يظهر لك.
ثمّ كتب عليهالسلام في هذه المكاتبة التي نحن بصدد توجيهها تحت سؤاله تقضي صلاتها؟ هكذا : «تقضي صلاتها» فكتب مجموع جوابه متّصلة فصار موجبا للتوهّم.
والمدار في توجيه الأخبار المسلّم حجّيتها عند الخصم أيضا على أمثال هذه التوجيهات وأبعد منها ، ولا يجعل (٣) منشأ للطرح.
__________________
(١) راجع! وسائل الشيعة : ١٠ / ٣٤٠ ، الباب ٢٦ من أبواب أحكام شهر رمضان.
(٢) الكافي : ٤ / ١٢٤ الحديث ٥ ، من لا يحضره الفقيه : ٢ / ٩٨ الحديث ٤٤١ ، تهذيب الأحكام : ٤ / ٢٤٧ الحديث ٧٣٢ ، وسائل الشيعة : ١٠ / ٣٣٠ الحديث ١٣٥٢٨ مع اختلاف يسير.
(٣) في (ف) و (ز ١) و (ط) : يصير.