وروى أيضا عنه عليهالسلام في تيمّم عمّار أنّه وضع كفّيه في الأرض ثمّ مسح وجهه وكفّيه ولم يمسح الذراعين بشيء (١) ، فكيف يروي هو أيضا عن الباقر عليهالسلام : أنّ كيفيّة التيمّم الضرب مرّتين (٢). إلى آخر الحديث.
وهذا ينادي بما ذكرنا من أنّ المقام في رواياته كان مقام مسامحة ، ولذا ذكر تارة «وضع» وتارة «ضرب» وتارة «وضع على الأرض» وتارة «في الأرض» وتارة «يديه» وتارة «كفّيه» وتارة «بأصابعه» وتارة «بيديه» وتارة «جبينيه» وتارة «جبهته» وتارة «وجهه» وتارة «مرّة» وتارة «لم يعد ذلك» وتارة «ولم يمسح الذراعين بشيء».
فظهر على الفطن أنّ المراد واحد ، والتفاوت في المعتبر والنقل بالمعنى ، كما كان دأبهم ، فيكون الحال في الضربة أو الوضع أو الضربتين أيضا كذلك في هذه الرواية وغيرها من الروايات ، وأنّ الكلّ في التيمّم من الغسل ، أو أنّ المقام في الضربتين على الإطلاق كان مقام تقيّة ، لما ذكر ، ولذا لم يذكر الضربتان إلّا في مقام التصريح بالتقيّة ، أو الإجمال في الوجه واليد.
نعم ، رواية أبي همام وإن ذكر فيها «الكفّ» موضع «اليدين» إلّا أنّه ذكر «الوجه» موضع «الجبهة» (٣).
وقد عرفت وجه كونها تقيّة أيضا ، مع احتمال كون الصادر عن المعصوم عليهالسلام
__________________
٣ / ٣٥٩ الحديث ٣٨٦٣.
(١) تهذيب الأحكام : ١ / ٢٠٨ الحديث ٦٠٣ ، وسائل الشيعة : ٣ / ٣٥٩ الحديث ٣٨٦٥.
(٢) تهذيب الأحكام : ١ / ٢١٠ الحديث ٦١١ ، الاستبصار : ١ / ١٧٢ الحديث ٥٩٩ ، وسائل الشيعة : ٣ / ٣٦١ الحديث ٣٨٧٣.
(٣) تهذيب الأحكام : ١ / ٢١٠ الحديث ٦٠٩ ، الاستبصار : ١ / ١٧١ الحديث ٥٩٧ ، وسائل الشيعة : ٣ / ٣٦١ الحديث ٣٨٧٢.