وروي عنه عليهالسلام بطريق آخر عن أمير المؤمنين عليهالسلام قال : «لا وضوء من موطأ» (١).
وبعض الفقهاء قال : يستحب أن يكون من ربى الأرض وعواليها (٢).
ولعلّه من عبارة «الأمالي» للصدوق رحمهالله وقد مرّت (٣) ، وهي مذكورة في «الفقه الرضوي» وغيره (٤) ، وعلّل أيضا بكونها أبعد من النجاسة (٥).
قوله : (للشهرة).
أقول : لا شبهة في شهرته وذكره في كلام الفقهاء ، ومنشؤه ما رواه في «الكافي» في الصحيح عن محمّد بن الحسين أنّ بعض أصحابنا كتب إلى أبي الحسن عليهالسلام يسأله عن الصلاة على الزجاج قال : فلمّا نفذ كتابي إليه تفكّرت وقلت : هو ممّا أنبتت الأرض ، وما كان لي أن أسأله ، فكتب إليّ : «لا تصلّ على الزجاج وإن حدّثتك نفسك أنّه ممّا أنبتت الأرض ، ولكنّه من الملح والرمل وهما ممسوخان» (٦) ، وظاهرها المنع من التيمّم به ، كما هو عند القائل بكون الصعيد هو التراب.
ولا يخفى استحالة التراب إليه فصار لذلك ممسوخا ، وهذا يؤيّد القائل به. ويؤيّد ابن الجنيد أيضا في قوله بأنّ الحجر وقع فيه الاستحالة (٧) وصدّقه العلّامة
__________________
(١) الكافي : ٣ / ٦٢ الحديث ٥ ، تهذيب الأحكام : ١ / ١٨٦ الحديث ٥٣٧ ، وسائل الشيعة : ٣ / ٣٤٩ الحديث ٣٨٣٦.
(٢) شرائع الإسلام : ١٠ / ٤٨ ، ذخيرة المعاد : ٩٩.
(٣) أمالي الصدوق : ٥١٥ ، راجع! الصفحة : ٢٨٢ من هذا الكتاب.
(٤) الفقه المنسوب للإمام الرضا عليهالسلام : ٩٠ ، معاني الأخبار : ٢٨٣.
(٥) لاحظ! مدارك الأحكام : ٢ / ٢٠٦.
(٦) الكافي : ٣ / ٣٣٢ الحديث ١٤ ، وسائل الشيعة : ٥ / ٣٦٠ الحديث ٦٧٩٢.
(٧) نقل عنه العلّامة في مختلف الشيعة : ١ / ٤٢٠.