مرجوحا بتبع الأكل.
ولا يخفى أنّ لحومها مكروهة عندنا ، إلّا من شذّ منّا في خصوص البغل (١) ، من غير ظهور دليل له علينا مع ضعفه ، فناسب ذلك كراهة بولها ، فتأمّل جدّا!
مع أنّ الشهرة العظيمة جابرة للسند مؤيّدة للدلالة.
ويدلّ على عدم نجاستها ما رواه في «الفقيه» بطريق صحيح إلى صفوان وابن أبي عمير عن أبي الأغر النخّاس (٢) ، وفي «الكافي» بطريق صحيح أيضا عنه عن الصادق عليهالسلام أنّه قال له : إنّي اعالج الدواب ربّما خرجت بالليل وقد بالت وراثت فتضرب إحداها برجلها أو يدها فينضح على ثيابي فاصبح فأرى أثره فيه؟ فقال : «ليس عليك شيء» (٣).
والسند منجبر بما قال في أوّل «الكافي» (٤) ، وما قال في أوّل «الفقيه» (٥) ، والشهرة العظيمة لو لم نقل بالإجماع.
ويعضدها أيضا أن صفوان وابن أبي عمير يرويان عن هذا الراوي كثيرا.
ومنه رواية «الفقيه» في المقام بطريق صحيح إليهما ، ومع ذلك موافقة للأصول وقاعدة متابعة البول للّحم الظاهرة من ملاحظة الأخبار.
ويدلّ أيضا على الطهارة رواية معلّى بن خنيس وابن أبي يعفور قالا : كنّا في جنازة وقربنا حمار فبال فجاءت الريح ببوله حتّى صكّت وجوهنا وثيابنا ، فدخلنا على الصادق عليهالسلام فأخبرناه ، فقال : «ليس عليكم شيء» (٦).
__________________
(١) الكافي في الفقه : ٢٧٧.
(٢) من لا يحضره الفقيه : ١ / ٤١ الحديث ١٦٤ ، وسائل الشيعة : ٣ / ٤٠٧ الحديث ٣٩٩٥.
(٣) الكافي : ٣ / ٥٨ الحديث ١٠ ، وسائل الشيعة : ٣ / ٤٠٧ الحديث ٣٩٩٥ مع اختلاف يسير.
(٤) الكافي : ١ / ٨.
(٥) من لا يحضره الفقيه : ١ / ٣.
(٦) تهذيب الأحكام : ١ / ٤٢٥ الحديث ١٣٥١ ، الاستبصار : ١ / ١٨٠ الحديث ٦٢٨ ، وسائل الشيعة :