اللهِ الْإِسْلامُ) (١). (وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ) (٢) ، والإسلام فيهما مرادف للإيمان جزما.
ثمّ قال : وليس بجيّد ، لقوله تعالى (قالَتِ الْأَعْرابُ آمَنّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنا) (٣). إلى آخر ما قاله (٤).
ولم يجب عن استدلاله بالآية ، لغاية وضوح الجواب ، وهو عدم معلوميّة كون المراد من «الرجس» النجس الشرعي ، مع تعدّد معناها لغة. وليس النجس الشرعي من جملة تلك المعاني أصلا ، مع عدم تحقّق الحقيقة الشرعيّة ولا المتشرّعة فيه.
هذا ، مع أنّ الأصل في الأشياء الطهارة ، ولم يثبت نجاسة هؤلاء من إجماع ولا (٥) حديث ، بل الثابت منهما طهارتهم ، لأنّ من المعلوم أنّ الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم كان يساور فلانة وأمثالها ممّن هو عند الشيعة لم يكونوا بالاعتقاد الحقّ ، بل وكانوا من المنافقين ، بل من بديهيّات الدين أنّه صلىاللهعليهوآلهوسلم كان يساور المنافقين وما كان يجتنب منهم.
ولو كان يجتنب لكان أظهر كفرهم بأشدّ كفر وأشدّ إظهار. ولو كان يفعل لكان المسلمون يحادّونهم ويباينونهم ، ولم يكن كذلك قطعا ، بل لو وقع كذلك لما صبروا المكث عند الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم والكون معه ساعة واحدة.
وبالجملة ، لا خفاء في ذلك ، وأنّه صلىاللهعليهوآلهوسلم كان يباشر فلانة وأمثالها ، ويغتسل
__________________
(١) آل عمران (٣) : ١٩.
(٢) آل عمران (٣) : ٨٥.
(٣) الحجرات (٤٩) : ١٤.
(٤) إيضاح الفوائد : ١ / ٢٧ ، لاحظ! الانتصار : ٨٢.
(٥) في (ك) زيادة : من.