معها من إناء واحد (١).
ولو كان يجتنب عنها وعن أمثالها ، لما صبرن المكث معه ساعة ، وكنّ يؤذين الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم لأمور معروفة معهودة ، فكيف كان الحال لو كان يجتنب عن مساورتهنّ.
وكذلك كان حال الأئمّة عليهمالسلام وأصحاب الأئمّة عليهمالسلام عصرا بعد عصر إلى يومنا ، وإن ورد فيهم أنّهم كفّار ، وأنّهم نصّاب.
ولعلّه لذلك قال السيّد بما قال ، لأنّ الأصل في الاستعمال عنده الحقيقة ، إلّا أنّه من المعلوم ، أنّ المراد ليس بحسب الحقيقة ، وأنّهم كذلك في الباطن وفي الواقع ، لا بحسب ظاهر الشرع ، إذ من البديهيّات أنّ كفر هؤلاء ونصبهم ليس عشر معشار كفر فلان وفلان وفلان وفلانة وفلانة.
ومن المعلوم أنّه صلىاللهعليهوآلهوسلم ما كان يعامل معهم معاملة الكفّار والنّصاب ، من وجوب القتل والأسر وأخذ الأموال ، وحرمة المناكحة ووجوب المجاهدة ، و [عدم] حلّية بيعهم وشرائهم ، وغير ذلك من أحكام الكفر والنصب ولوازمهما البتّة.
بل كان هو صلىاللهعليهوآلهوسلم والأئمّة عليهمالسلام وأصحابهم يسلكون معهم سلوك الإسلام ، والمنافقين الذين كانوا يبطنون الكفر وعداوة الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم وعلي وفاطمة والحسنين ـ صلوات الله عليهم ـ وغيرهم ويظهرون الإسلام والانقياد لقول الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ومحبّته ومحبّة علي وغيره عليهمالسلام أو عدم بغضهم.
فالكافر المطلق ، وكذا الناصب المطلق ، هو المظهر خاصة ، والمبطن والمظهر خلافه هو المنافق ، المسلم بظاهر الإسلام.
__________________
(١) لاحظ! الكافي : ٣ / ٢٢ الحديث ٥ ، تهذيب الأحكام : ١ / ١٣٧ الحديث ٣٨٢ ، الاستبصار : ١ / ١٢٢ الحديث ٤١٢ ، وسائل الشيعة : ٢ / ٢٤٢ الحديث ٢٠٤٩.