والأخبار في ذلك متواترة ، وطريقة سلوك الحجج عليهمالسلام وأصحابهم بديهية ، وأصالة الطهارة واستصحاب الطهارة الملاقي لهم وكذلك الملاقي للملاقي وهكذا ، وغيرهما من الاصول والعمومات سالمة ، ومذاهب الشيعة ظاهرة ، وإن وقع من نادر منهم في نادر من أحكام الكفر المقابل للإسلام بالنسبة إلى هؤلاء غفلة ـ والمعصوم من عصمه الله ـ وعندهم كفر في مقابل الإسلام وكفر في مقابل الإيمان ، ولكل حكم عندهم معروف عنهم ، وإن وقع من نادر منهم الاشتباه في نادر من أحكامهما (١) ، وكتبنا في ذلك رسالة (٢) ، من أراد تحقيق الحال فعليه بمطالعتها.
وممّا ذكر ظهر حال مذهب ابن إدريس أيضا من نجاسة من لم يعتقد الحقّ عدا المستضعف (٣).
والتجنّب عن الكلّ أحوط ، لو لم يؤدّ إلى العسر والحرج أو الضرر.
قوله : (أمّا الخوارج). إلى آخره.
علل نجاسة هؤلاء بإنكارهم ضروري الدين ، فإنّ كلّ من أنكر ضروري الدين يكون خارجا عنه عند الفقهاء (٤) إذ لم يحتمل فيه الشبهة ، إلّا أن يكون قريب العهد بالإسلام ، أو ساكنا في بلاد الكفّار متعيّشا فيها ، أو في البوادي بحيث أمكن في شأنه عروض الشبهة.
والظاهر أنّ النواصب والغلاة ، بل الخوارج أيضا نجاستهم غير خلافية ، والأخبار ظاهرة في نجاسة الناصبي.
__________________
(١) انظر! الحدائق الناضرة : ٥ / ١٨٨ ، للتوسّع لاحظ! جواهر الكلام : ٦ / ٥٩ ـ ٦٣.
(٢) مخطوط.
(٣) لاحظ! السرائر : ١ / ٨٤.
(٤) تحرير الأحكام : ١ / ٢٤ ، ذكرى الشيعة : ١ / ١١٥ ، روض الجنان : ١٦٣.