وعند غروبها فلئن كان كما يقول الناس إنّ الشمس تطلع بين قرني شيطان ، وتغرب بين قرني شيطان ، فما أرغم أنف الشيطان بشيء أفضل من الصلاة فصلّها ، وأرغم أنف الشيطان» (١).
ولا يخفى أنّه يظهر من كلام الصدوق اشتهار هذه الرواية بين مشايخه على وجه التلقّي بالقبول.
مع أنّ السند صحيح ، ومعلّل بعلّة واضحة معلومة ، ومطابق للعمومات ، والإطلاقات والأدلّة العقليّة.
والأخبار الواردة في الأمر بالأخذ بما خالف العامّة ، وأنّهم ما هم من الحنيفيّة في شيء وغير ذلك ، حتّى ورد منهم عليهمالسلام الأمر بما خالفهم ، فيما لم يرد منهم عليهمالسلام فيه نصّ (٢).
وكذا مطابق للأخبار الدالّة على اعتبار النور والحقيقة ، ومتابعة الدراية وغير ذلك.
ومن هذا مال الصدوق إلى عدم المنع ، وعدم الكراهة ، كما يظهر من كلامه لا أنّه متوقّف.
وكذلك الطبرسي في «الاحتجاج» (٣) ، والمفيد في كتابه المسمّى بـ «افعل لا تفعل» (٤) في التشنيع على العامّة ، قال : إنّهم كثيرا ما يخبرون عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم بتحريم شيء ، وعلّة تحريمه ، وتلك العلّة خطأ لا يجوز أن يتكلّم بها النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ولا أن
__________________
(١) من لا يحضره الفقيه : ١ / ٣١٥ الحديث ١٤٣١ ، وسائل الشيعة : ٤ / ٢٣٦ الحديث ٥٠٢٣.
(٢) راجع! وسائل الشيعة : ٢٧ / ١٠٦ الباب ٩ من أبواب صفات القاضي.
(٣) الاحتجاج : ٢ / ٤٧٩.
(٤) لم ينسب هذا الكتاب إلى المفيد ، وإنّما نسب إلى محمّد بن علي بن النعمان مؤمن الطاق ، انظر! رجال النجاشي : ٣٢٥ الرقم ٨٨٦ ، الذريعة إلى تصانيف الشيعة : ٢ / ٢٦١.