قوله : (يستحب بناء المساجد). إلى آخره.
هذا إجماعي ، بل ضروري الدين ، ويدلّ عليه الأخبار المتواترة ، منها حسنة أبي عبيدة الحذّاء ، عن الصادق عليهالسلام يقول : «من بنى مسجدا بنى الله له بيتا في الجنّة» ، قال أبو عبيدة : فمرّ بي الصادق عليهالسلام في طريق مكّة وقد سوّيت أحجارا لمسجد ، فقلت : جعلت فداك ، نرجو أن يكون هذا من ذاك؟ فقال : «نعم» (١) ، إلى غير ذلك من الأخبار.
منها : الخبر المشهور منهم عليهمالسلام : «من بنى مسجدا كمفحص قطاة بنى الله له بيتا في الجنّة» (٢).
والمفحص : الموضع الذي يكشف عنه التراب ليبيض فيه أو يسكن (٣).
هذا التشبيه مبالغة في الصغر ، وعدم الحاجة إلى الجدار.
وقيل : المفحص : موضع حركتها للطيران إلى أن تطير ، لأنّ عادتها الحركة متفحصة بصدرها وبطنها قدرا قليلا ، إلى أن ترتفع من الأرض ، وتشرع في الطيران في الهواء ، فيصير كناية عن الصغر ، ويحصل مسجد شخص واحد.
قوله : (وجعل الميضاة). إلى آخره.
وهي المطهرة للحديث والخبث ، واستحباب الجعل لما رواه عبد الحميد عن الكاظم عليهالسلام قال : «قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : جنّبوا مساجدكم صبيانكم
__________________
(١) الكافي : ٣ / ٣٦٨ الحديث ١ ، تهذيب الأحكام : ٣ / ٢٦٤ الحديث ٧٤٨ ، وسائل الشيعة : ٥ / ٢٠٣ الحديث ٦٣٣٣ مع اختلاف يسير.
(٢) من لا يحضره الفقيه : ١ / ١٥٢ الحديث ٧٠٤ ، وسائل الشيعة : ٥ / ٢٠٤ الحديث ٦٣٣٤.
(٣) لسان العرب : ٧ / ٦٣ ، مجمع البحرين : ٤ / ١٧٧.