وهل يلحق بالبول غيره من سائر النجاسات أيضا؟ فعن الشهيد الإلحاق (١).
وعلّله بعض بأنّه ربّما كنّي عن الغائط بالبول ، كما هو قاعدة لسان العرب في ارتكاب الكناية ، فيما يستهجن التصريح به (٢).
واستضعف بأنّ مجرّد الاحتمال غير كاف لإثبات الحكم ، وأنّ العيان شاهد ، لعسر التحرّز من إصابة البول دون غيره (٣) ، وهو جيّد. ولذا قال جماعة من المتأخّرين بعدمه (٤) ، وهو قوي ، اقتصارا على مورد النصّ.
وعن العلّامة في «التذكرة» و «النهاية» الاستشكال في ذلك (٥) ، وهو ليس بمكانه.
ونقل عن الأكثر : أنّ المراد من اليوم في الرواية يشمل الليلة أيضا ، لدلالة فحوى الكلام عليه (٦) ، إمّا لإطلاقه لغة على ما يشمل الليل ، أو لإلحاقه به.
وغير خفي أنّ في إطلاقه عليه حقيقة تأمّل ، بل ربّما قيل بعدمه (٧) ، والمجاز خلاف الأصل ، وارتكابه يحتاج إلى دليل ، وهو مفقود.
وعلى تقدير كونه حقيقة أيضا فمشترك ، لا قرينة معيّنة ، ومجرّد الاحتمال لا يكفي في الاستدلال ، وما هو في مقابل الليل مراد على أيّ تقدير؟ وفي الإلحاق
__________________
(١) اللمعة الدمشقيّة : ٢٥.
(٢) روض الجنان : ١٦٨.
(٣) ذخيرة المعاد : ١٦٥.
(٤) روض الجنان : ١٦٧ ، مدارك الأحكام : ٢ / ٣٥٥ ، الحدائق الناضرة : ٥ / ٣٤٦.
(٥) تذكرة الفقهاء : ٢ / ٤٩٤ ، نهاية الإحكام : ١ / ٢٨٨.
(٦) نقل عنهم في ذخيرة المعاد : ١٦٥ ، لاحظ! تذكرة الفقهاء : ٢ / ٤٩٤ ، جامع المقاصد : ١ / ١٧٥ ، روض الجنان : ١٦٧.
(٧) قاله البحراني في الحدائق الناضرة : ٥ / ٣٤٨.