نعم ؛ على القول بالاشتراط لا يتمشّى التمسّك به على القول بكون لفظ العبادة اسما لخصوص الصحيحة.
وفي «المدارك» و «الذخيرة» استدلّا بأنّ الصادق عليهالسلام حينما علّم حمّاد الصلاة ، قام مستقبل القبلة ، وقال بخشوع : «الله أكبر» من دون أذان وإقامة (١).
وفيه أنّه عليهالسلام لم يكن في صدد تعليم خصوص الواجبات ، لو لم نقل أنّه عليهالسلام كان في صدد تعليم خصوص المستحبّات ، كما لا يخفى على المتأمّل ، إذ الظاهر كونه في صدد بيان الآداب والمستحبّات خاصة ، وأنّ حمّادا كان يعلم الواجبات ، وكان أتى بها ، ولذا لم يأمره عليهالسلام بإعادة صلاته ، بل ولم يذمّه ذمّ تارك الواجب ، بل قال : «ما أقبح بالرجل منكم يأتي عليه ستّون أو سبعون سنة ، ولا يقيم صلاة واحدة بحدودها تامّة» ، بعد ما قال له : «لا تحسن أن تصلّي» (٢) ، ثمّ شرع في الإتيان بالآداب.
وفيها مواضع كثيرة في الدلالة على ما ذكرت ، بل صريحة في كونها مستحبّات الصلاة ، ولا شكّ في كون الأذان والإقامة من المستحبّات الأكيدة ، سيّما الإقامة ، فإنّها في غاية شدّة الاستحباب كادت تبلغ الوجوب ، ولذا قال بوجوبها من قال.
مع أنّه عليهالسلام كان في صدد بيان ما هو جزء الصلاة ، لا ما هو خارج عنها ، ولذا لم يذكر الواجبات الخارجة. مع أنّه عليهالسلام لم يشر إلى النيّة الواجبة بوجه أصلا.
نعم ؛ احتجّ في «المنتهى» بما رواه العامّة عن علقمة والأسود أنّهما قالا : دخلنا على عبد الله فصلّى بنا بلا أذان ولا إقامة (٣) ، لكن فيه عدم ظهور كون فعل
__________________
(١) مدارك الأحكام : ٣ / ٢٥٧ ، ذخيرة المعاد : ٢٥١.
(٢) من لا يحضره الفقيه : ١ / ١٩٦ الحديث ٩١٦ ، وسائل الشيعة : ٥ / ٤٥٩ الحديث ٧٠٧٧.
(٣) منتهى المطلب : ٤ / ٤١٠.