بالأخبار الدالّة على كون الإقامة مثنى مثنى (١) ، وهو بعينه مثل ما دلّ على أنّ الإقامة مثل الأذان ، مضافا إلى ما عرفت من صحيحة إسماعيل الجعفي (٢) المعتضدة بما ذكرنا.
على أنّه قال في «المنتهى» : فصول الإقامة مثنى مثنى ، عدا (٣) التهليل في آخرها ، فإنّه مرّة واحدة ، ذهب إليه علماؤنا ، وقال أبو حنيفة : الإقامة مثنى مثنى ، إلّا أنّه جعل بدل «حيّ على خير العمل» ، التكبير في أوّلها كالأذان (٤) ، انتهى.
ثمّ استدلّ على عدد الإقامة بما رواه الجمهور عن أبي محذورة ، أنّ النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم علّمه الإقامة سبع عشرة كلمة (٥). فهذا الخبر أيضا ممّا يعضده صحيحة إسماعيل بن جابر.
وممّا يؤيّد ما ذكرناه من الحمل أنّ الشيخ في «التهذيب» جعلها من الأخبار الدالّة على كون الأذان ثمانية عشر فصلا ، والإقامة سبعة عشرة فصلا ، بعد ما نقل عبارة «المقنعة» ، الموافقة لما أفتى به هو والفقهاء ، ولم يتعرّض إلى توجيهها أصلا ، ووجّه صحيحة ابن سنان ، وما وافقها ممّا ذكرنا (٦).
وفي «الاستبصار» ذكر ما يعارض صحيحة إسماعيل ، بعد ما جعلها المستند في العدد ، وجّه ذلك المعارض ، وذكر هذه الرواية ، ولم يشر إلى توجيه لها أصلا (٧).
__________________
(١) وسائل الشيعة : ٥ / ٤١٣ الباب ١٩ من أبواب الأذان والإقامة.
(٢) وسائل الشيعة : ٥ / ٤١٣ الحديث ٦٩٦٢.
(٣) في (ك) و (د ٢) : غير.
(٤) منتهى المطلب : ٤ / ٣٨٤.
(٥) سنن الترمذي ١ / ٣٦٧ الحديث ١٩٢.
(٦) تهذيب الأحكام : ٢ / ٥٩ ـ ٦١ ، لاحظ! المقنعة : ١٠٠.
(٧) الاستبصار : ١ / ٣٠٥ ـ ٣٠٧.