مِنْ سَعَتِهِ وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آتاهُ اللهُ لا يُكَلِّفُ اللهُ نَفْساً إِلاَّ ما آتاها سَيَجْعَلُ اللهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْراً (٧))
شرح المفردات
من وجدكم : أي من وسعكم ، وقال الفراء : أي على قدر طاقتكم ، ولا تضاروهن : أي فى النفقة والسكنى ، لتضيقوا عليهن : أي لتلجئوهن إلى الخروج بشغل المكان أو بإسكان من لا يردن السكنى معه ، ائتمروا : أي تآمروا وتشاوروا ، بمعروف : أي بجميل فى الأجر والإرضاع ، فلا يكن من الأب مماكسة ولا من الأم معاسرة ، وإن تعاسرتم : أي ضيق بعضكم على بعض بالمشاقة فى الأجر أو يطلب الزيادة ، قدر عليه : أي ضيق ، آتاه الله : أي أعطاه ، ما آتاها : أي إلا بقدر ما أعطاها من الأرزاق قلّ أو جلّ.
المعنى الجملي
بعد أن ذكر مقدار العدة للصغار والكبار والحوامل ـ أرشد إلى ما يجب للمعتدة من النفقة والسكنى على مقدار الطاقة ، ثم أردف ذلك ببيان أن الحوامل لهنّ النفقة والسكنى مدة الحمل بالغة ما بلغت ، فإذا هنّ ولدن وجب لهنّ الأجر على إرضاع المولود فإن لم يتفقا عليه أتى بمرضع أخرى يدفع الأب نفقتها ، والأم أحق بالإرضاع إذا هى رضيت بمثل أجرتها ، والنفقة لكل من الموسر والمعسر على قدر ما يستطيع ، فالله لا يكلف نفسا إلا ما تطيق.
الإيضاح
(أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنْتُمْ مِنْ وُجْدِكُمْ) أي أسكنوا مطلقات نسائكم فى الموضع الذي تسكنون فيه على مقدار حالكم ، فإن لم تجدوا إلا حجرة بجانب