أخرج الطبراني والحاكم والترمذي مرفوعا «يقول الله تبارك وتعالى : وعزتى لا ينال رحمتى من لم يوال أوليائى ، ويعاد أعدائى» وأخرج الديلمي من طريق الحسن عن معاذ قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «اللهم لا تجعل لفاجر ولا لغاش علىّ يدا ولا نعمة فيودّه قلبى ، فإنى وجدت فيما أوحيت إلىّ : لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادّون من حادّ الله ورسوله».
قيل إن الآيات نزلت فى أبى بكر رضي الله عنه ، أخرج ابن المنذر عن ابن جريج قال : حدّثت أن أبا قحافة سبّ النبي صلى الله عليه وسلم فصكه أبو بكر صكة سقط بها على وجهه ، فذكر ذلك للنبى صلى الله عليه وسلم فقال : أفعلت يا أبا بكر؟ قال نعم ، قال لا تعد ، قال والله لو كان السيف قريبا منى لقتلته.
وقيل نزلت فى أبى عبيدة بن عبد الله الجراح ، أخرج ابن أبى حاتم والطبراني وأبو نعيم فى الحلية والبيهقي فى سننه عن ابن عباس قال : جعل والد أبى عبيدة يتصدى له يوم بدر ، وجعل أبو عبيدة يحيد عنه ، فلما أكثر قصده أبو عبيدة فقتله فنزلت : (لا تَجِدُ قَوْماً) الآية.
(أُولئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمانَ) أي أولئك الذين سلفت أوصافهم أثبت الله فى قلوبهم الإيمان ، والإيمان نعمة عظيمة لا تحصل لمن يوادّ من حادّ الله ورسوله.
وفى هذا مبالغة فى الزجر عن موادة أعداء الله.
ثم ذكر سببا آخر يمنع من موادتهم فقال :
(وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ) أي إنه قواهم بطمأنينة القلب والثبات على الحق ، فلا يبالون بموادة أعداء الله ولا يأبهون لهم.
ثم ذكر ما أعده لهم من النعيم المقيم فقال :
(وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها) أي ماكثين فيها أبدا.
ثم ذكر السبب فيما أفاض الله عليهم من نعمة فقال :