قوله تعالى :
(إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ) (١).
وقد فُسّر الكوثر بحوض النبي الكوثر الذي يكثر عليه الناس يوم القيامة ، وبمعنى نهر في الجنّة ، وبمعنى كثرة النسل والذريّة التي ظهرت في نسله من وُلد فاطمة الزهراء عليها السلام حتّى لا يُحصى عددهم واتّصل إلى يوم القيامة مددهم (٢).
إلى سائر المعاني الثمانية التي تلاحظها في تفسيره (٣).
ثمّ قال : «واللفظ يحتمل للكل فيجب أن يُحمل على جميع ما ذكر من الأقوال فقد أعطاه الله سبحانه وتعالى الخير الكثير في الدنيا ، ووعده الخير الكثير في الآخرة».
وأمّا دليله من السنّة :
فأحاديث متظافرة منها :
١ ـ حديث محمّد بن عيسى بن زكريا بسنده عن الامام الصادق عن آبائه المعصومين عليهم السلام انه قال :
«قال رسول الله صلى الله عليه وآله لمحبينا أهل البيت : ستجدون من قريش أثرة فاصبروا حتّى
__________________
(١) سورة الكوثر ، الآية ١.
(٢) ولا منافاة أن يُراد بالكوثر الذي أعطاه الله لرسوله صلى الله عليه وآله هو حوض الكوثر الذي هو من مصاديق الخير الكثير الذي يُروى الناس في ذلك اليوم العسير مع الخيرات الكثيرة الاُخرى ، كالبركة في نسله من الصديقة الطاهرة سلام الله عليها التي بارك الله فيها وفي ذريّتها بالرغم من قصر عمرها ، وبالرغم من كثرة شهادة ذريّتها بحيث لم يبق لها يوم عاشوراء من الامام الحسن عليه السلام إلّا الحسن المثنى جريحاً ، ولم يبق لها من الامام الحسين إلّا الامام السجاد عليهما السلام عليلاً ، وبالرغم من ذلك بورك في ذريّتها بحيث صاروا يبلغ في أنحاء العالم (٣٥,٠٠٠,٠٠٠) كما ذكره في فاطمة الزهراء من المهد إلى اللحد : ص ٨٧ ، ولم يبق من بني أميّة من يُعبأ به بالرغم مع انه كان يهتزّ لهم في عهد يزيد ألف مهد لأطفالهم كما ذكره التاريخ.
(٣) مجمع البيان : ج ١٠ ، ص ٥٤٩ والكشاف : ج ٤ ، ص ٨٠٧.