أو حميمه أو أمه؟ فإذا افتقدوهم في الجنة لم يشكوا في مصيرهم إلى النار؟ فما يصنع بالنعيم من يعلم أن حميمه في النار يعذب؟
قال عليه السلام إن أهل العلم قالوا : إنهم ينسون ذكرهم وقال بعضهم : انظروا قدومهم ورجوا أن يكونوا بين الجنة والنار في أصحاب الأعراف» (١). الْخَبَرَ.
١٣ ـ ما عن تفسير الإمام العسكري عليه السلام :
«إن في الجنة طيورا كالبخاتي ، عليها من أنواع المواشي ، تصير ما بين سماء الجنة وأرضها ، فإذا تمنى مؤمن محب للنبي وآله صلى الله عليه وآله الأكل من شيء منها وقع ذلك بعينه بين يديه ، فتناثر ريشه وانشوى وانطبخ ، فأكل من جانب منه قديداً ومن جانب منه مشويّاً بلا نار ، فإذا قضى شهوته ونهمته قال : الحمد لله رب العالمين عادت كما كانت فطارت في الهواء ، وفخرت على سائر طيور الجنة تقول : من مثلي وقد أكل مني ولي الله عن أمر الله؟» (٢).
١٤ ـ حديث عبدالله بن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله :
«لما أسري بي إلى السماء قال لي جبرئيل عليه السلام : قد أمرت الجنة والنار أن تعرض عليك ، قال : فرأيت الجنة وما فيها من النعيم ، ورأيت النار وما فيها من العذاب ؛ والجنة فيها ثمانية أبواب ، على كل باب منها أربع كلمات ، كل كلمة خير من الدنيا وما فيها لمن يعلم ويعمل بها. وللنار سبعة أبواب ، على كل باب منها ثلاث كلمات ، كل كلمة خير من الدنيا وما فيها لمن يعلم ويعمل بها.
فقال لي جبرئيل عليه السلام : اقرأ يا محمد ما على الأبواب فقرأت ذلك.
أما أبواب الجنة فعلى أول باب منها مكتوب : (لا إله إِلّا الله ، محمد رسول الله ، علي ولي
__________________
(١) بحار الأنوار : ج ٨ ، ص ١٣٦ ، ب ٢٣ ، ح ٤٨.
(٢) بحار الأنوار : ج ١٨ ، ص ١٤١ ، ب ٢٣ ، ح ٥٨.