المستفاد من كلماتهم اجماع المسلمين على الخلود في الجنّة والنار ، وعدم الخلاف في ذلك إلّا من بعض الشاذّين.
بل إنّ مسئلة الخلود من ضروريّات الدين ، ومن البديهيّات عند الديّانين.
فالمؤمنون خالدون في الجنان ، والكفّار والمنافقون خالدون في النيران بضروري الدين واجماع المسلمين.
علماً بأن جاحدي امامة أميرالمؤمنين عليه السلام أو أحد من الأئمّة المعصومين معدودون من الكفّار ومن المخلّدين في النار.
قال الشيخ الصدوق بعد بيانه المتقدّم في الجنّة والنار بأن اعتقادنا كون الجنّة دار البقاء ، والناعر دار الانتقام والخلود للكفّار والمشركين قال ما نصّه :
«اعتقادنا في الظالمين أنّهم ملعونون والبراءة منهم واجبة ... واعتقادنا فيمن جحد امامة أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب والأئمّة من بعده عليهم السلام إنّه بمنزلة من جحد نبوّة جميع الأنبياء ... واعتقادنا في البراءة انها واجبة من الأوثان الأربعة ومن الأنداد الأربعة ومن جميع أشياعهم وأتباعهم ... واعتقادنا في قتلة الأنبياء وقتلة الأئمّة أنّهم كفّار مشركون مخلّدون في أسفل دركٍ من النار» (١).
وقال العلّامة المجلسي :
«اعلم أنّ خلود أهل الجنّة في الجنّة ممّا أجمعت عليه المسلمون وكذا خلود الكفّار في النار ودوام تعذيبهم» (٢).
ثمّ أضاف بعد ذلك :
«أقول : القول بعدم خلودهم في النار نشأ من عدم تتبعهم للأخبار» (٣).
__________________
(١) شرح التجريد : ص ٢٥٠.
(٢) البحار : ج ٨ ، ص ٣٥٠.
(٣) البحار : ج ٨ ، ص ٣٦٥.